للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (١/ ٤٤٤)، وفي أحكام القرآن (١/ ٢١٥/ ٤٠٥)، بإسناد لا بأس به إلى وهيب.

وهذا حديث صحيح.

وفي هذه الرواية تغليب الظن أنها الظهر، فوافق بذلك رواية هشام بن حسان، ورواية الثقفي عن أيوب، ولم يشذ وهيب بن خالد في روايته عن بقية أصحاب أيوب وابن عون وسلمة بن علقمة [فيما تقدم من الطرق السالفة]، وهو متابع لرواية هشام بن حسان ويزيد بن إبراهيم وعاصم الأحول.

٢ - حماد بن سلمة [وعنه: موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي، وهو: ثقة ثبت، من أروى الناس عن حماد]، عن يونس وهشام وأيوب [وفي رواية بإسناد صحيح: عن أيوب وهشام ويونس، أحسبه قال: وحميد وغيرهم]، عن محمد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى إحدى صلاتي العشي فسلم في الركعتين، ثم خرج إلى خشبة معترضة في المسجد، وخرج سرعان الناس، فقام إليه رجل يقال له: ذو اليدين، فقال: يا رسول الله! أقصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: "لم تقصر، ولم أنس،، قال: إنك سلمت في الركعتين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكما يقول ذو اليدين؟ قالوا: نعم، فرجع فصلى ركعتين، ثم تشهد ثم سلم، وسجد سجدتين.

أخرجه البزار (١٧/ ٢٢٥ و ٢٢٦/ ٩٨٩١ و ٩٨٩٢).

قال البزار: "وهذا الحديث لا نحفظه من حديث يونس إلا عن حماد بن سلمة؛ إلا شيخًا كان عندنا بالبصرة يكنى أبا محمد كان صاحب حديث حدث به، عن أبيه، عن مبارك بن فضالة، عن يونس، عن محمد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه".

هكذا جمع حماد بن سلمة في هذا الحديث بين أيوب وهشام ويونس وحميد، وحديث أيوب وهشام مشهور، قد رواه عنهما جمع من أصحابهما، وتفرد حماد هنا بحديث يونس بن عبيد [وهو ثقة ثبت، من أثبت أصحاب ابن سيرين. شرح علل الترمذي (٢/ ٦٨٩)]، وبحديث حميد الطويل [ثقة، وحماد بن سلمة أثبت الناس فيه، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٨٢)]، وكان حماد بن سلمة إذا جمع الشيوخ حمل ألفاظهم على لفظ واحد منهم، ولم يميز بينها [شرح علل الترمذي (٢/ ٨١٥)]، لكنه هنا لم يأت بما ينكر، فهو حديث صحيح، والله أعلم.

والحاصل: فإننا لا نستطيع أن ننسب إلى يونس بن عبيد أو إلى حميد الطويل قولًا بهذه الرواية؛ كأن نقول بأن أحدهما ذكر تكليم الصحابة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، أو رجوع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مقامه، أو زاد ذكر التشهد، ونحو ذلك، وذلك لأن هذه الألفاظ منسوبة بمجموعها إلى مجموع رواتها عن ابن سيرين، فلم نعد نميز لفظ أيِّ منهم، لكن يمكن الجزم بما جزم به أبو داود؛ بأن حميدًا ويونس بن عبيد لم يذكرا التكبير الزائد قبل تكبير سجود السهو، المذكور في رواية حماد بن زيد عن هشام بن حسان، وهي رواية شاذة، كما سبق تقريره، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>