قلت: هو حديث منكر؛ مقاتل بن حيان عن عروة: لا يجيء، أعني: أنه لا يُعرف بالرواية عنه، كما قال الدارقطني، وناشب بن عمرو أبو عمرو الشيباني: مجهول، منكر الحديث، لم يرو عنه سوى أبي أيوب الدمشقي، ولا يُعرف إلا بالرواية عن مقاتل بن حيان، يروي عنه المناكير والأباطيل، وهذا منها، قال البخاري:"منكر الحديث"، وقال الدارقطني:"ضعيف" [تاريخ دمشق (٦١/ ٣٨٠)، تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (٢/ ٢٥٦/ ٨٢٢)، تنقيح التحقيق للذهبي (١/ ١٦٩)، اللسان (٨/ ٢٤٤)]، فإن قيل: ناشب وثقه الراوي عنه [كما عند: البيهقي في الشعب (٣/ ٣٠٤/ ٣٦٠٦)، وفي فضائل الأوقات (٥١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦١/ ٣٨١)]؛ فيقال: سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى، أبو أيوب الدمشقي، ابن بنت شرحبيل: صدوق، من أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين [التهذيب (٢/ ١٠١)]، فتوثيقه لشيخه لا عبرة به، لا سيما وقد اقترن بتوثيقه ما يدل على أن اغتر بعبادته، حيث قال:"وكان ثقة صائمًا وقائمًا"، والله أعلم.
٧ - عن أم عطية:
يرويه الحسن بن مدرك [لا بأس به]، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله القرشي [هو الأويسي: مدني، ثقة]، قال: حدثنا سليمان القافلاني، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يقبل صلاةَ مَن لا يصيب أنفُه الأرضَ".
أخرجه الطبراني في الأوسط (٥/ ٤٧٥٨/٨٩)، وفي الكبير (٢٥/ ٥٥/ ١٢٠).
قال الطبراني:"لا يُروى هذا الحديث عن أم عطية إلا بهذا الإسناد، تفرد به: ابن مدرك".
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ٣٤٢)، بإسناد ليِّن إلى أبي وهب عبد الله بن وهب عن سليمان القافلاني به.
ولم أعرف من أبو وهب هذا إلا أن يكون أبا محمد عبد الله بن وهب بن مسلم الفقيه المصري، الثقة الحافظ المشهور، أخطأ في كنيته أحد رواة الإسناد، فإن كان هو فالحديث غريب جدًّا من حديث ابن وهب، ولا يثبت من حديثه، وإلا فلا تثبت به عندي متابعة الأويسي، ويبقى ابن مدرك هو المتفرد بهذا الحديث، كما قال الطبراني، والله أعلم.
وهو حديث منكر؛ تفرد به عن ابن سيرين هكذا مرفوعًا: القافلاني، وسليمان بن أبي سليمان القافلاني هذا: بصري مقلٌّ، متروك الحديث [اللسان (٤/ ١٥٧)]، وإنما يُعرف معناه عن ابن سيرين من فعله مقطوعًا عليه [عند: ابن أبي شيبة (١/ ٢٣٥/ ٢٦٩٣)].
٨ - عن ابن عمر:
يرويه المعلى الجعفي، عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد ألزم أنفَه الأرضَ، حتى يُرى أثرُ أنفِه في الأرض.