للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثقات التابعين، قد روى عن جماعة من صغار الصحابة، إلا أنه يروي عن جماعة من التابعين، ولم يذكر سماعه من الشيخ الأنصاري المدني، وهذا الشيخ الأنصاري يحتمل أن يكون صحابيًّا أو تابعيًّا، فإن كان تابعيًّا فالإرسال فيه ظاهر، وإن كان صحابيًّا فإن احتمال عدم إدراك عبد العزيز له قائم، ومن ثم فالاتصال غير متحقق أيضًا، وهذا فضلًا عن كون عبد العزيز بن رفيع لم يصفه بالصحبة، ولم يشهد له بها، والله أعلم.

ثم وجدت الدارقطني في العلل (٦/ ٥٨/ ٩٧٥) بعد أن ذكر رواية واهيةً من طريق: عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة الباهلي [وهو: متروك، يضع الحديث. اللسان (٥/ ١١٦) قال: "وخالفه: الثوري، وزهير، وجرير، وشريك، فرووه عن عبد العزيز بن رفيع، قال: حدثني شيخ من الأنصار مرسلًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصحيح".

فجعل الأنصاري تابعيًّا، لذا حكم عليه بالإرسال، وإن كان التصريح بالسماع لم يأت إلا من طريق شريك، فلا عبرة به، والله أعلم.

• وأما ما رواه الخطيب في المتفق والمفترق (١/ ٣٦٧/ ١٨٠)، بإسناد صحيح إلى: إسماعيل بن زياد الدولابي، قال: أخبرنا أبو يوسف، عن منصور بن دينار، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أدرك السجود فليسجد، ولا يعتدَّنَّ به، ومن أدرك الركعة فليركع، وليحتسب بها".

فإنه لا يثبت؛ منصور بن دينار: ضعفه الجمهور، وقال أبو حاتم: "ليس به بأس"، واختلف قول أبي زرعة فيه [تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٤٩٣/ ٢٤١٠)، التاريخ الكبير (٧/ ٣٤٧)، سؤالات البرذعي (٤٣٥)، ضعفاء العقيلي (٤/ ١٩١)، الجرح والتعديل (٨/ ١٧١)، ثقات ابن حبان (٧/ ٤٧٧)، الكامل (٦/ ٣٩٢)، التعجيل (١٠٦٧)، اللسان (٨/ ١٦٠)].

وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي: صدوق، كثير الخطأ [اللسان (٨/ ٥١٨)، الجرح والتعديل (٩/ ٢٠١) وإسماعيل بن زياد الدولابي: مجهول، ترجم له الخطيب في التاريخ (٦/ ٢٤٩)، وفي المتفق (١/ ٣٦٧)، والسمعاني في الأنساب (٢/ ٥١٠)، برواية ابنه محمد وحده عنه، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولا روايةً غير هذا الحديث [ومحمد: قد وثقه الخطيب. تاريخ بغداد (٢/ ٣٨)، الأنساب (٢/ ٥١٠)، تاريخ دمشق (٥٢/ ١٠٠)، المنتظم (١٢/ ٢٦٣)].

٦ - وروى المسعودي، عن عمرو بن مُرَّة، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قال: أُحِيلَتْ الصلاةُ ثلاثةَ أحوالٍ، وأُحيلَ الصيامُ ثلاثةَ أحوالٍ، ... فذكر الحديث، والشاهد منه: قال: وكانوا يأتون الصلاة وقد سبقهم ببعضها النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فكان الرجل يشير إلى الرجل إن جاء: كَمْ صلى؟ فيقول: واحدةً أو اثنتين، فيصليها ثم يدخل مع القوم في صلاتهم، قال: فجاء معاذ، فقال: لا أجده على حالٍ أبدًا إلا كنتُ عليها، ثم قضيتُ ما سبقني، قال: فجاء وقد سبقه النبي - صلى الله عليه وسلم - ببعضها، قال: فثبت معه، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته، قام فقضى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه قد سنَّ لكم معاذ فهكذا فاصنعوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>