أبو معمر صالح بن حرب، قال: ثنا سلام بن أبي خبزة، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإقعاء في الصلاة.
أخرجه الطبراني في الكبير (٧/ ٢٢٩/ ٦٩٥٧)، قال: حدثنا عبد الله بن العباس الطيالسي [ثقة. معجم شيوخ الإسماعيلي (٣١٩)، تاريخ بغداد (١٠/ ٣٦)، تاريخ الإِسلام (٢٣/ ٢٣٧)]: ثنا أبو معمر به.
قلت: وهذا إسناد واهٍ جدًّا؛ إسماعيل بن مسلم المكي: ضعيف، عنده عجائب، ويروي عن الثقات المناكير [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٥٢/ ٢٥٥٦)، ضعفاء العقيلي (١/ ٩٢)، الكامل (١/ ٢٨٣)، التهذيب (١/ ١٦٧)]، وسلام بن أبي خبزة العطار البصري: متروك، منكر الحديث، قال ابن المديني:"يضع الحديث" [اللسان (٤/ ٩٧)].
• وقد رواه عبد الوهاب بن عطاء، ومحمد بن عبد الله الأنصاري:
ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإقعاء في الصلاة. وفي روايةٍ أخرى للأنصاري: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يستوفز الرجل في صلاته.
أخرجه الحاكم (١/ ٢٧١ و ٢٧٢)، وعنه: البيهقي (٢/ ١٢٠ و ٢٨١).
قلت: والاستيفاز هنا هو الإقعاء، قال ابن شميل:"الإقعاء أن يجلس على وركيه، وهو الاحتفاز، وهو الاستيفاز" [تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي (٢٦٩)].
قال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، وله رواية في إباحة الإقعاء صحيح على شرط مسلم".
قلت: لا يثبت أن ابن أبي عروبة حدَّث بهذا الحديث في حال صحته قبل اختلاطه، فإن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: صدوق، كان عالمًا بسعيد بن أبي عروبة؛ إلا أنَّه سمع منه قبل الاختلاط وبعده، فلم يميز بين هذا وهذا، والراوي عنه: يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزبرقان، وإن كان وثقه الدارقطني وغيره، فقد تكلم فيه جماعة، مثل: أبي داود [فقد خطَّ على حديثه]، وموسى بن هارون [فقد كذبه]، وأبي أحمد الحاكم [حيث قال:"ليس بالمتين"] [انظر: اللسان (٨/ ٤٢٣ و ٤٥٢)، الجرح والتعديل (٩/ ١٣٤)، الثقات (٩/ ٢٧٠)، سؤالات الحاكم (٢٣٩)، تاريخ بغداد (١٤/ ٢٢٠)، السير (١٢/ ٦١٩)].
ومحمد بن عبد الله الأنصاري: ثقة، لكنه أيضًا ممن روى عن ابن أبي عروبة بعد الاختلاط، والراوي عنه: محمَّد بن سليمان بن الحارث أبو بكر الواسطي، المعروف بالباغندي، كذبه ابنه محمَّد أبو بكر الباغندي، وقال أبو الفتح ابن أبي الفوارس:"ضعيف الحديث"، وقال الدارقطني مرة:"لا بأس به"، وقال أخرى:"ضعيف"، وقال الخطيب:"والباغندي مذكور بالضعف، ولا أعلم لأية علة ضُعِّف، فإن رواياته كلها مستقيمة، ولا أعلم في حديثه منكرًا"، وذكره ابن حبَّان في الثقات، وقال الذهبي:"لا بأس به" [الثقات (٩/ ١٤٩)، سؤالات الحاكم (١٧٩)، تاريخ بغداد (٥/ ٢٩٨)، الأنساب (١/ ٢٦٢)،