للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قلت: هذا إسناد صحيح متصل، رجاله ثقات كوفيون، وجواب بن عبيد الله التيمي: ثقة، وثقة ابن معين ويعقوب بن سفيان، وأما تضعيف ابن نمير له فإنه معتمد على كون الثوري رآه فلم يحمل عنه، وإنما لم يحمل عنه الثوري لأنه كان مرجئًا، كما بيَّن ذلك الثوري نفسه في رواية أبي نعيم عنه، فهو: ثقة لم تثبت فيه جرحة من قِبل الرواية، قال ابن عدي: "وجواب التيمي كان قاصًا، وكان بجرجان، وهو كوفي سكن جرجان، وليس له من الحديث المسند إلا القليل، وله مقاطيع في الزهد وغيره، ولم أر له حديثًا منكرًا في مقدار ما يرويه، وكان يرمى بالإرجاء"، وذكره ابن حبان في الثقات، لكن قال الذهبي معتمدًا تضعيف ابن نمير له: "وليس بالقوي في الحديث، مع أن ابن معين قد وثقه" [انظر: الجرح والتعديل (٢/ ٥٣٥)، الكامل (٢/ ١٧٧)، التهذيب (٢/ ٩١)، الميزان (١/ ٤٢٦)، تاريخ الإسلام (٧/ ٣٣٩) و (٨/ ٦٥)].

ويزيد بن شريك بن طارق التيمي والد إبراهيم: ثقة، من الطبقة الثانية، يقال: إنه أدرك الجاهلية.

وله أسانيد أخرى عن عمر لا تخلو من مقال:

أخرجها عبد الرزاق (٢/ ١٣١/ ٢٧٧٧)، وابن سعد في الطبقات (٦/ ١٤٧)، وابن أبي شيبة (١/ ٣١٧/ ٣٦٢٤)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ١٠١/ ١٣٠٧) و (٣/ ١٠٩/ ١٣٢٣)، والبيهقي في السنن (٢/ ١٦٧)، وفي القراءة (١٩٠ - ١٩٣)، والخطيب في الموضح (٢/ ٣٤٣ و ٣٤٤)، وانظر: العلل ومعرفة الرجال (٢/ ١٦٩/ ١٨٩٦).

والحاصل: أنه يمكن الجمع بين أثر عمر هذا، وبين ما تقدم من آثار عن الصحابة، بحمل أثر عمر على ما أسر به الإمام دون ما جهر به، كما قال ابن عبد البر، والله أعلم.

• وأما احتجاج بعضهم بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما نهى المأموم عن الجهر بالقراءة، لا عن قراءة المأموم مع الإمام حال جهره، واحتج لذلك بحديثٍ رواه:

النعمان بن راشد، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة؛ أن عبد الله بن حذافة صلى فجهر بالقراءة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابن حذافة! لا تُسمِعْني، وأسمع الله عز وجل".

أَخرجه أحمد (٢/ ٣٢٦)، والبزار (١٤/ ٢٩٧/ ٧٩٠٦) (٧٢٧ - كشف الأستار)، وابن نصر في قيام الليل (١٣٤ - مختصره)، وأبو جعفر ابن البختري في الرابع من حديثه (١٥) (٢٥٩ - مجموع مصنفاته)، والبيهقي في السنن (٢/ ١٦٢)، وفي القراءة خلف الإمام (١٧٤ و ٣٦٦).

فهو منكر؛ وهم فيه النعمان بن راشد، وهو سيئ الحفظ، ليس بالقوي، وقال الذهبي في تهذيب سنن البيهقي (٢/ ٦٠٨): "هذا من مناكير النعمان".

وقد ذكر الدارقطني في العلل (٨/ ١٣٨٨/٢٤) أن الزبيدي تابع النعمان على ذلك.

وقد وقفت على روايته عند ابن منده في التوحيد (٣/ ٤٩/ ٤١٣)، قال: أخبرنا أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>