الليلة خفَّفت القراءة في سجدتي المغرب، والذي نفسي بيده؛ إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليقرأ فيهما بطولى الطوليين.
أخرجه أحمد (٥/ ١٨٧).
قلت: وهم فيه ابن أبي الزناد بزيادة مروان بن الحكم في إسناده؛ إذ الحفاظ يروونه عن هشام بن عروة بدون هذه الزيادة، وابن أبي الزناد وإن كان صدوقًا ثبتًا في هشام بن عروة؛ إلا أن له أوهامًا كثيرة، والله أعلم.
هـ- ورواه عقبة بن خالد [صدوق]، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي أيوب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الركعتين من المغرب بسورة الأنفال.
أخرجه الطبراني في الكبير (٤/ ١٣٠/ ٣٨٩٢)، بإسناد صحيح إلى عقبة.
ثم أعاده الطبراني في مسند زيد بن ثابت (٥/ ١٢٥/ ٤٨٢٤) بنفس إسناده ومتنه غير أنه جعل زيد بن ثابت مكان: أبي أيوب.
قال ابن حجر في نتائج الأفكار (١/ ٤٥٧) بأن قوله فيه: بسورة الأنفال: شاذ.
قلت: وهو كما قال.
و- قال الترمذي في العلل الكبير (١٠٨): "سألت محمدًا عن حديث محمد بن عبد الرحمن الطفاوي [صدوق يهم]، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي أيوب وزيد بن ثابت، قالا: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الركعتين الأوليين من المغرب بالأعراف؟
فقال: الصحيح: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي أيوب، أو: زيد بن ثابت، هشام بن عروة يشك في هذا الحديث، وصحح هذا الحديث عن زيد بن ثابت.
رواه ابن أبي مليكة، عن عروة، عن مروان بن الحكم، عن زيد بن ثابت".
وقال الدارقطني في العلل (٦/ ١٢٦/ ١٠٢٦) عن رواية الجماعة عن هشام بالشك: "وهو الصحيح عن هشام؛ فإنه كان يشك في هذا الحديث، والصحيح من هذا الحديث: زيد بن ثابت، ولم يسمعه عروة منه، إنما سمعه من مروان عن زيد بن ثابت، بيَّن ذلك ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عروة، قال: أخبرني مروان بن الحكم، عن زيد بن ثابت".
وقد انتقد الدارقطني هذا الحديث على البخاري في كتابه التتبع (١٦٠)، وفي جزء فيه بيان أحاديث أودعها البخاري كتابه الصحيح (٥)، وأورد عليه الاختلاف على هشام بن عروة، وعلى عروة نفسه، لكن كلامه في العلل يشير إلى تصحيح ما ذهب إليه البخاري، فكأنه عاد على نفسه بالاعتراض، والله أعلم.
وقال البيهقي (٢/ ٣٩٢): "والصحيح هي الرواية الأولى"؛ يعني: رواية ابن أبي مليكة.
وقال ابن عبد البر في إسناد ابن أبي مليكة بأنه أصح ممن قال فيه: عن عائشة [التمهيد (٩/ ١٤٥)].