طولى الطوليين، يريد أطول السورتين [إصلاح غلط المحدثين (١٥)، أعلام الحديث (١/ ٤٩٣)، معالم السنن (١/ ١٧٥)].
• وقد اختلف فيه على عروة بن الزبير في صحابي هذا الحديث:
١ - فرواه ابن أبي مليكة، عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم، عن زيد بن ثابت ... فذكره.
٢ - ورواه عمرو بن الحارث [ثقة ثبت]، وحيوة بن شريح [ثقة ثبت]، وابن لهيعة [ضعيف]:
عن أبي الأسود [محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي، يتيم عروة: ثقة]، أنه سمع عروة بن الزبير يحدث، عن زيد بن ثابت، أنه قال لمروان: يا أبا عبد الملك أتقرأ في المغرب بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}؟ قال: نعم، قال: فمحلوفه [وفي رواية: فحلفت بالله]، لقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ فيها بأطول الطوليين {المص}. لفظ عمرو.
وقال حيوة: أنا أبو الأسود؛ أنه سمع عروة بن الزبير، يقول: أخبرني زيد بن ثابت؛ أنه قال لمروان بن الحكم: يا أبا عبد الملك ... فذكره بنحوه [عند الطحاوي].
وتابعه ابن لهيعة على إثبات سماع عروة من زيد [عند الطبراني (٤٨٢٧)].
أخرجه النسائي في المجتبى (٢/ ١٦٩/ ٩٨٩)، وفي الكبرى (٢/ ١٦/ ١٠٦٣)، وابن خزيمة (١/ ٢٧١/ ٥٤١)، وابن حبان (٥/ ١٤٤/ ١٨٣٦)، والطحاوي (١/ ٢١١)، والطبراني في الكبير (٥/ ١٢٢/ ٤٨١٣) و (٥/ ١٢٦/ ٤٨٢٧).
قلت: سماع عروة لهذا الحديث من زيد بن ثابت لا يثبت؛ فإن راويه عن حيوة بن شريح هو أبو زرعة وهب الله بن راشد المصري: قال أبو حاتم: "محله الصدق"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"يخطئ"، ولم يكن النسائي يرضاه، وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم:"أردت أن أكتب عن أبي زرعة وهب الله بن راشد؛ فنهاني عمِّي أن أكتب عنه"؛ يعني: سعيد بن أبي مريم، ولم يعرفه أبو زرعة الرازي ولا ابن وارة، وله إفرادات وأوهام [ضعفاء العقيلي (٤/ ٣٢٣)، الجرح والتعديل (٦/ ٤٠٢) و (٩/ ٢٧)، الثقات (٩/ ٢٢٨)، معجم الطبراني الصغير (١٨٩ و ١٩٠ و ٥٥٨ و ٧٢٦)، المعجم الأوسط (١٢٣٦)، بيان الوهم (٥/ ٢٣٢ و ٢٥١)، الفتح لابن حجر (١١/ ٥٥)، اللسان (٨/ ٤٠٥)]، فمثل هذا لا يثبت به سماعٌ نفاه بعض الأئمة كالدارقطني [ويأتي نقل كلامه]، وتابعه على ذلك من هو أضعف منه: ابن لهيعة، وقد رواه الإمام الثقة الثبت: عمرو بن الحارث بدونه، والله أعلم.
٣ - ورواه بقية بن الوليد [صدوق مدلس]، وأبو حيوة [شريح بن يزيد الحمصي: ليس به بأس. التهذيب (٢/ ١٦٣)، سؤالات أبي داود (٣٠٥)]:
عن شعيب بن أبي حمزة، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ أن رسول - صلى الله عليه وسلم - قرأ في صلاة المغرب بسورة الأعراف، فرَّقها في ركعتين.