المغيرة، وحديث البصريين والأصبهانيين والكثير، ... ، وكتبنا عنه من الغرائب ما لم نكتب إلا عنه"، وقال السمعاني: "أحد الثقات". طبقات المحدثين بأصبهان (٣/ ٣٥٦)، تاريخ أصبهان (١/ ٢٣٠)، الأنساب (٥/ ٤٥٠)، تاريخ الإسلام (٢٢/ ١٠٠)، توضيح المشتبه (١/ ١٥٢)]: نا محمد بن عمرو بن جبلة [هو: ابن عباد بن جبلة: صدوق]: نا محمد بن مروان العقيلي [ليس به بأس]، عن هشام [هو: ابن حسان: ثقة]، عن محمد [هو: ابن سيرين: ثقة ثبت]، عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى حافيًا ومتنعلًا.
أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢/ ٣٦٢/ ٣٩٧)، ومن طريقه: البغوي في شرح السنة (٢/ ٤٤٢ - ٤٤٣/ ٥٣٣).
قلت: إسناده غريب جدًّا، وهو من جملة غرائب ابن نائلة.
• الثالث:
يرويه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٤٦٠/ ١٠١٠)، قال: حدثني أبو الحسن علي بن ماهان، قال: ثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير [هو: مرثد بن عبد الله اليزني المصري: ثقة فقيه]، عن عبد الرحمن بن هرمز، قال: بينما أبو هريرة - رضي الله عنه - عند المقام يصلي حتى أتاه رجل، فقال له: يا أبا هريرة! أنت قلت للناس لا يصلوا في نعالهم؟ فقال: معاذ الله، غير أني ورب هذه الحرمة صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا المكان، ونعلاه في رجليه، فانصرف وهما عليه.
وكان قد روى قبل ذلك (١/ ٣٥٥/ ٧٣٧) بنفس هذا الإسناد طرف حديث أبي هريرة الأول في النهي عن اختصاص الجمعة بصيام.
وهذا إسناد مدني، ثم مصري، رجاله ثقات مشاهير، إلا أن شيخ الفاكهي لم أعثر له على ترجمة إلا أن يكون هو: علي بن خَشرَم بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان المروزي أبو الحسن الحافظ الثقة؛ فإنه من نفس الطبقة، فيكون الفاكهي نسبه إلى جده الأعلى، إلا أنه لا يُعرف بالرواية عن الليث بن سعد، وهو مكثر عن عيسى بن يونس، والفضل بن موسى السيناني، وابن عيينة، وغيرهم، فإن كان هو: فهو إسناد غريب جدًّا، لتفرده به دون أصحاب الليث على كثرتهم، والله أعلم.
وهذه الرواية وهم؛ فقد خالفه فيها أصحاب الليث:
فقد رواه عبد الله بن صالح [كاتب الليث: صدوق، تُكُلِّم فيه، وكانت فيه غفلة]، وعبد الله بن وهب [ثقة]، ويحيى بن عبد الله بن بكير [ثقة في الليث بن سعد]:
حدثني الليث: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن حذيفة الأزدي، عن جنادة الأزدي: أنهم وَلَجُوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم ثمانية رهط هو ثامنهم يوم الجمعة، فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بطعامٍ، فقال لرجلٍ: "كُلْ"، فقال: صائم، قال لآخر: "كُلْ"، فقال: صائم، حتى سألهم جميعًا، فقال: "صُمْتُم أمس؟ " فقالوا: لا، فقال: "أَصُيَّام غدًا؟ " قالوا: لا، فأمرهم أن يفطروا. لفظ عبد الله بن صالح.