• وخالفهم: زائدة بن قدامة [ثقة ثبت متقن]، وعَبيدة بن حميد [كوفي، صدوق]: فروياه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل: "كيف تقول في الصلاة؟ " قال: أتشهد، ثم أقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، أما إني لا أُحسن دندنتك، ولا دندنة معاذ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حولها ندندن".
أخرجه أبو داود (٧٩٢)، وأحمد (٣/ ٤٧٤)، وذكره الدارقطني في العلل (١٠/ ١٥٣/ ١٩٤٤).
ورواية زائدة وعبيدة أولى بالصواب، فإن الحديث مشهور من حديث جابر، لا من حديث أبي هريرة، ولا أستبعد أن يكون الصحابي المبهم هنا هو جابر بن عبد الله، إذ يرويه أبو صالح عنه بطرف آخر من هذه القصة، كما تقدم من رواية الجماعة [ابن فضيل وأبي أسامة وأبي معاوية ويحيى بن سعيد الأموي] عن الأعمش.
كما جاءت قصة الدندنة من حديث عبيد الله بن مقسم عن جابر، كما تقدم.
وكما رواه يونس الكوفي عن الأعمش من حديث جابر، لكنه جعل التابعي أبا سفيان فوهم في ذلك.
وعليه فيكون جرير قد وهم فيه، وسلك الجادة والطريق السهل، فإن أبا صالح عن أبي هريرة: طريق مسلوكة مشهورة، وهي أسهل من أبي صالح عن جابر أو غيره من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والله أعلم.
قال الدارقطني في العلل (١٠/ ١٥٣/ ١٩٤٤): "والصحيح عن الأعمش: قول من رواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال النووي في المجموع (٣/ ٤٣٦): "رواه أبو داود بإسناد صحيح".
وقد سبق أن خرجت هذا الحديث في الذكر والدعاء (١/ ١٩٩) برقم (١١٢)، فيصحح من هنا.
٦ - مسعر بن كدام، عن محارب بن دثار، عن جابر قال: صلى معاذ المغرب، فقرأ البقرة والنساء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أفتان يا معاذ! أما يكفيك أن تقرأ: بـ {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١)}، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١)} , ونحو هذا".
أخرجه النسائي في الكبرى (١٠/ ٣٣٢/ ١١٦٠٠)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٧٥ و ١٨٤)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١٦٢ و ١٧٢)، وابن قانع في المعجم (١/ ١٣٦)، وأبو القاسم الحنائي في فوائده (١٤٢)، وابن حجر في التغليق (٢/ ٢٩٤).
قال الحنائي: "هذا حديث صحيح من حديث مسعر".
٧ - سفيان الثوري، عن محارب بن دثار، عن جابر بن عبد الله: أن رجلًا من الأنصار مرَّ بناضحين له، ومعاذ يصلي المغرب، فافتتح سورة البقرة، فصلى الرجل ثم ذهب، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أفتان يا معاذ؟ أفتان يا معاذ؟ أولا قرأت: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)} , {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١)}، ونحوهما".