إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، ولست أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حولها ندندن".
أخرجه الطبري في تهذيب الآثار (٣٧٣ - الجزء المفقود)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٢٥٠)، وذكره الدارقطني في العلل (١٠/ ١٥٣/ ١٩٤٤).
من طريقين عن موسى بن [عين [ثقة]، عن يونس الكوفي به.
قال محمد بن مسلم بن وارة: "يونس هذا من أصحاب الأعمش".
قلت: وأستبعد أن يكون هو يونس بن بكير، فإنه وإن كان معروفًا بالرواية عن الأعمش، لكنه يصغر موسى بن أعين بأكثر من عشرين سنة، كما أن ابن أبي حاتم لم ينبه على ذلك، بل إنه غاير بينهما وترجم لكل واحد منهما على حدة، وعليه فإن يونس الكوفي هذا في عداد المجاهيل؛ حيث لا يُعرف له راوٍ غير موسى بن أعين، ولا رواية غير هذا الحديث، فروايته هذه منكرة بذكر أبي سفيان في الإسناد، وإنما يرويه الأعمش عن أبي صالح، والله أعلم.
[قال الطبري في التهذيب (٢٦٦): "فإن الدندنة: هو الكلام الخفي الذي يسمع من المتكلم به صوته، ولا يفهم معناه"].
• خالفه: جرير بن عبد الحميد [ثقة]، فرواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل: "ما تقول في الصلاة؟ "، قال: أتشهد، ثم أقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، أما والله ما أحسن دندنتك، ولا دندنة معاذ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حولها ندندن".
[قال أبو صالح: فلما كان يوم أحد قاتل حتى قتل].
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ١١٠)، وابن ماجه (٩١٠ و ٣٨٤٧)، وابن خزيمة (٧٢٥)، وابن حبان (٣/ ١٤٩/ ٨٦٨)، والبزار (١٦/ ١١٠/ ٩١٨٦)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٩٦)، وابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (٥٩٩)، والخطيب في المبهمات (١١٦).
قال ابن خزيمة: "الدندنة: الكلام الذي لا يفهم" [وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد (١/ ٢٦٠)، تهذيب اللغة (١٤/ ٥٠)، مقاييس اللغة (٢/ ٢٦١)، النهاية (٢/ ١٣٧)، اللسان (١٣/ ١٦٠)].
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة: إلا جرير، ورواه أبو عوانة عن الأعمش عن أبي صالح: مرسلًا، ولم يذكر أبا هريرة".
وقد رواه بعضهم عن جرير مرسلًا، انظر: علل الدارقطني (١٠/ ١٥٢/ ١٩٤٤).
• ورواه أبو عوانة [ثقة ثبت]، عن الأعمش، عن أبي صالح: مرسلًا.
ذكره البزار [الأحكام الشرعية الكبرى (٢/ ٢٧٩)]، والدارقطني في العلل (١٠/ ١٥٣/ ١٩٤٤).