للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• يروي حديث أبى رافع:

عبد الله بن وهب، وأبو إسحاق الفزاري:

روياه عن ابن جريج، عن منبوذ [وفي رواية أبي إسحاق: أخبرني منبوذ رجلٌ من آل أبي رافع]، عن الفضل بن عبيد الله [بن أبي رافع]، عن أبي رافع، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى العصر ذهب إلى بني عبد الأشهل، فيتحدث عندهم حتى ينحدر للمغرب، قال أبو رافع: فبينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يسرع إلى المغرب، مررنا بالبقيع، فقال: أُفٍّ لك، أُفٍّ لك" قال: فكبُرَ ذلك في ذَرْعِي، فاستأخرتُ، وظننت أنه يريدني، فقال: "ما لك، امشِ" فقلت: أَحْدَثْتُ حدثًا، قال: "ما ذاك؟ " قلت: أَفَّفْتَ بي، قال: "لا، ولكن هذا [قبر] فلان بعثته ساعيًا علي بني فلان، فَغَلَّ نَمِرَةً فدُرِّع الآن مثلَها من نار".

أخرجه النسائي في المجتبى (٢/ ١١٥ و ١١٦/ ٨٦٢ و ٨٦٣)، وفي الكبرى (١/ ٤٥٢/ ٩٣٧)، وابن خزيمة (٤/ ٥٢/ ٢٣٣٧) [وأبهم فيه منبوذ]. وأحمد (٦/ ٣٩٢)، وأبو إسحاق الفزاري في السير (٣٩٣)، والروياني (٧٢٥)، والطبراني في الكبير (١/ ٣٢٣/ ٩٦٢)، والبيهقي في الشعب (٤/ ٦٣/ ٤٣٣٣)، وفي إثبات عذاب القبر (١٣٤).

قلت: الفضل بن عبيد الله بن أبي رافع: روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (٣/ ٣٩٢)]، وهو قليل الرواية جدًّا، كأن ما له سوى حديثين، ولا يُعرف له سماع من جده أبي رافع [انظر: التاريخ الكبير (٧/ ١١٥)].

ومنبوذ روى عنه: ابن جريج، وابن أبي ذئب، ولم يوثق [التهذيب (٤/ ١٥٢)]، فهو في عداد المجاهيل، ولم أجد له سوى هذا الحديث، وحديث آخر.

وعليه فهو إسناد ضعيف؛ لجهالة منبوذ، وشيخه الفضل بن عبيد الله.

فلا يُعارض بمثله ما اتفق عليه الشيخان من حديث أبي هريرة وأبي قتادة، في النهي عن السعي إلى الصلاة.

• وأما حديث أبي بكرة:

فيرويه بشار الخياط، قال: سمعت عبد العزيز بن أبي بكرة يحدث: أن أبا بكرة جاء والنبي - صلى الله عليه وسلم - راكع، فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - صوت نعل أبي بكرة وهو يَحْضُر، يريد أن يدرك الركعة، فلما انصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من الساعي؟ " قال أبو بكرة: أنا، قال: "زادك الله حرصًا، ولا تعد".

أخرجه أحمد (٥/ ٤٢).

قال ابن رجب في الفتح (٣/ ٥٦٨): "وفي إسناده من يجهل حاله".

قلت: بشار الخياط، هو بشار بن عبد الملك المزني البصري: ضعفه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات [اللسان (٢/ ٢٨٥)، التعجيل (٨٨ و ٨٩)].

فلا يصح بهذا السياق، والله أعلم.

والحاصل: أنه لا يصح شيء مرفوع يعارض أحاديث الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>