وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٢/ ٤٣٥/ ٤٤١): "ففيه -كما ترى- التصريح بالانقطاع في رواية ابن فضيل بزيادة رجل مجهول، والشك في الاتصال بظن السماع في رواية ابن نمير، فليس ينبغي -وحاله هذه- أن يجزم أنه سمعه منه" [وانظر أيضًا: بيان الوهم (٥/ ٦٠٣/ ٢٨٢١) و (٥/ ٦٨٢)].
وقال الشوكاني في النيل (١/ ٥٢٥): "فبيَّنَتْ هذه الطرق أن الأعمش سمعه عن غير أبي صالح، ثم سمعه منه، قال اليعمري: والكل صحيح والحديث متصل".
قلت: يصح هذا لو ثبت السماع، فلما لم يثبت جزم الأئمة بانقطاعه.
• وقد رواه سهيل بن أبي الصالح، واختلف عليه:
أ- فرواه سفيان بن عيينة [مكي، ثقة حافظ]، وعبد الرحمن بن إسحاق [وهو: عباد بن إسحاق المدني: صدوق]، ومحمد بن عمار [هو: ابن حفص بن عمر بن سعد القرظ المدني: لا بأس به]، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي [مدني، متروك، كذبه جماعة]:
كلهم: عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤذنون أمناء، والأئمة ضمناء، اللهم اغفر للمؤذنين، وسدد الأئمة" ثلاث مرات. وفي رواية:"أرشد الله الأئمة، وغفر للمؤذنين".
أخرجه ابن خزيمة (٣/ ١٦/ ١٥٣١)، والشافعي في الأم (٢/ ١٩٤ - ١٩٥/ ١٦٨)، وفي المسند (٣٣)، وعبد الرزاق (١/ ٤٧٧/ ١٨٣٩)(١/ ق ١٥٠)[وفي سنده سقط، سقط ذكر أبي صالح]. وابن أبي شيبة (١/ ٢٠٣/ ٢٣٣٨)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (٢٤٩٠)، وابن عدي في الكامل (٤/ ٣٠٣)، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (٣٣٩)، وأبو الفضل الزهري في حديثه (٧٣٢)، والبيهقي في السنن (١/ ٤٣٠)، وفي المعرفة (١/ ٤٥٠/ ٦٠٠)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤٣٤/ ٧٣٩).
وروي عن شعبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.
أخرجه أبو الحسن محمد بن طلحة بن محمد النعالي في فوائده (٢٧)، وعنه: الخطيب في التاريخ (٦/ ١٦٧)، قال الخطيب: أخبرنا محمد بن طلحة بن محمد أبو الحسن [النعالي، قال الخطيب:"شيخ، كان يكتب معنا الحديث إلى أن مات، ويتتبع الغرائب والمناكير، ... ، ثم قال: كتبت عنه وكان رافضيًّا". تاريخ بغداد (٥/ ٣٨٣)، اللسان (٧/ ٢١٩)]: حدثنا أبو الطيب إبراهيم بن محمد بن شهاب العطار [قال الخطيب: "كان أحد متكلمى المعتزلة" وأخرج هذا الحديث في ترجمته]: حدثنا عبد الله بن أيوب القِرَبي [قال الدارقطني: متروك. سؤالات الحاكم (١٢٥)، تاريخ بغداد (٩/ ٤١٣)، اللسان (٤/ ٤٤٠)]: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا شعبة به.
قلت: فهو باطل من حديث شعبة، والله أعلم، قال الدارقطني في العلل (١٠/ ١٩١/ ١٩٦٨): "وقيل: عن شعبة، ولا يصح".