للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبعض الرواة قال في روايته: إبراهيم بن أبي محذورة، نسبه إلى جده الأعلى، فلعله من هنا دخل الوهم أو التصحيف على من وهم فيه، فجعل كنيته اسمًا لأبيه.

ولم يترجم أصحاب التهذيب لإبراهيم بن إسماعيل بأكثر من كونه: روى عن جده، وعنه أبو جعفر النفيلي، زاد ابن حجر (١/ ٥٨): "ضعفه الأزدي"، بينما قال في ترجمة إبراهيم بن عبد العزيز (١/ ٧٥): "وقال الأزدي: إبراهيم بن أبي محذورة وإخوته: يُضعَّفون"، وقول الأزدي ألصق بترجمة ابن عبد العزيز؟ إذ هو الأشهر، فأخطأ ابن حجر حين نقل هذا التضعيف إلى ترجمة إبراهيم بن إسماعيل، وكذلك أخطأ مغلطاي حين نقل كلام ابن معين في ترجمة إبراهيم بن إسماعيل- من الإكمال (١/ ١٨٠) -، ولم يقره ابن حجر على ذلك، فنقل كلام ابن معين إلى ترجمة إبراهيم بن عبد العزيز.

وبهذه القرائن ينقدح في النفس أن إبراهيم بن إسماعيل هذا إنما هو: إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، ويؤكد ذلك أن ابن أبي حاتم ذكر النفيلي فيمن يروي عن إبراهيم بن عبد العزيز [الجرح (٢/ ١١٣)]، وفي نفس الوقت لم يترجم لإبراهيم بن إسماعيل، ولم أقف على رواية النفيلي عن إبراهيم بن عبد العزيز، مع طول بحث.

فهما عندي واحد، وهِم النفيلي في اسم أبيه، فسماه إسماعيل، وإنما هو: أبو إسماعيل إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك، والنفيلي وإن كان ثقةً حافظًا، إلا أن مثل هذا الوهم لم يسلم منه أحد، بل وقع مثله لمن هو أحفظ من النفيلي بدرجات.

ولا أُراه هو إبراهيم بن إسماعيل المكي، الذي قال فيه ابن معين: "ليس بشيء"، وترجم له الفسوي في المعرفة في باب من يُرغب عن الرواية عنهم، وترجم له ابن عدي في كامله، وذكره ابن الجارود وابن شاهين في الضعفاء [تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٦٢/ ٠ ٢٤)، المعرفة والتاريخ (٣/ ٤٠ و ٥٢ - ٥٣)، الكامل (١/ ٢٣٦)، ضعفاء ابن شاهين (٤٧)، الميزان (١/ ٢٠)، اللسان (١/ ٢٤٢)، وانظر: الكامل (١/ ٢٣٢ و ٢٣٤)، الجرح والتعديل (٥/ ٣٥١)].

وعلى هذا يعود هذا الحديث إلى حديث إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك، فيصير هذا هو الوجه التاسع من أوجه الاختلاف على إبراهيم في هذا الحديث، واضطرابه فيه، والله أعلم.

***

٥٠٥ - قال أبو داود: حدثنا محمد بن داود الإسكندراني: ثنا زياد -يعني: ابن يونس-، عن نافع بن عمر -يعني: الجُمَحي-، عن عبد الملك بن أبي محذورة، أخبره عن عبد الله بن محيريز الجمحي، عن أبي محذورة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علَّمه الأذان، يقول: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن

<<  <  ج: ص:  >  >>