للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إحداها: أنه خبر لا يعرف له مخرج يصح عن علي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه.

والثانية: أن راويه عن زاذان: عطاء بن السائب، وعطاء بن السائب عندهم كان قد تغير حفظه أخيرًا فاضطرب عليه حديثه، فغير جائز الاحتجاج عندهم بحديثه.

والثالثة: أن حماد بن سلمة كان قد استنكر حديثه أصحابه أخيرًا حتى هموا بترك حديثه.

والرابعة: أن المعروف عن علي أنه كان يقول: إذا اغتسلت من الجنابة أجزأك أن تصب على رأسك مرتين"، ثم رواه بإسناد ضعيف.

وذكر ابن عدي حديثه هذا في جملة ما أنكر على عطاء بن السائب.

وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".

وقال أبو نعيم في الحلية: "هذا حديث غريب، تفرد به حماد عن عطاء".

وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في العلل (٣/ ٢٠٨) ولم يقض فيه بشيء، بل قال: "وعطاء تغير حفظه".

وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ٢٠٠): "هذا يروى موقوفًا على علي، وهو الأكثر" [تصحفت في المطبوع إلى "مرفوعًا"، والتصحيح من بيان الوهم (٣/ ٢٧٢)، وشرح ابن ماجه لمغلطاي (٣/ ٧٩٣)].

وتعقبه ابن القطان الفاسي في بيان الوهم بقوله: "وهذا الحديث قد أعرض أبو محمد منه عما هو في الحقيقة علته، وهي أنه من رواية حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب، عن زاذان، عن علي، وحماد بن سلمة إنما سمع من عطاء بعد اختلاطه، وإنما يقبل من حديث عطاء ما كان قبل أن يختلط، ... ، وإنما ينبغي أن يقبل من حديثه ما روى عنه مثل شعبة وسفيان، فأما جرير، وخالد بن عبد الله، وابن علية، وعلي بن عاصم، وحماد بن سلمة، وبالجملة أهل البصرة، فأحاديثهم عنه مما سمع منه بعد الاختلاط؛ لأنه إنما قدم عليهم في آخر عمره، وقد نص العقيلي على حماد بن سلمة أنه ممن سمع منه بعد الاختلاط، وأما أبو عوانة فسمع منه في الحالين، ولما أورد أبو أحمد [يعني: ابن عدي] في بابه ما أنكر عليه من الحديث، أو ما خلط فيه، أو ما رُوي عنه بعد اختلاطه، أورد في جملة ذلك هذا الحديث" [بيان الوهم (٣/ ٢٧٢ و ٢٧٣)].

وصححه مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه (٣/ ٧٩٣).

وقال ابن حجر في التلخيص (١/ ٢٤٩): "وإسناده صحيح، فإنه من رواية عطاء بن السائب، وقد سمع منه حماد بن سلمة قبل الاختلاط ... ، لكن قيل: إن الصواب وقفه على علي"، وسكت عنه في هداية الرواة (١/ ٢٣٥) مصححًا له.

وضعفه النووي في المجموع (٢/ ٢١٣)، فقال: "فهو ضعيف أيضًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>