وأبو معشر هو زياد بن كليب: ثقة، من قدماء أصحاب إبراهيم [التهذيب (١/ ٦٥٢)، مسائل الإمام أحمد لأبي داود (٢٠١٠ و ٢٥١١)].
وسعيد بن أبي عروبة قد سمع من أبي معشر، وقال الإمام أحمد: "أروى الناس عن أبي معشر: ابنُ أبي عروبة" [العلل ومعرفة الرجال (٥٢٤٨)، مصنف ابن أبي شيبة (٥/ ٤٤٤/ ٢٧٨٣٥)، مسند علي من تهذيب الآثار (٤٣٦)]، فلا يعلُّ إذًا بتدليس ابن أبي عروبة، أو بعدم سماعه من أبي معشر [وانظر: المراسيل (٢٧٨)، جامع التحصيل (١٨٢)، تحفة التحصيل (١٢٥)]، وقد تقدم معنا مثل هذا الإسناد، وتكلمنا عليه فيما سبق، فليراجع ففيه فوائد، الحديث رقم (٣٣ و ٣٤).
• وقد تابع ابنَ أبي عروبة على هذا الوجه المحفوظ عنه:
قتادة، فرواه عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن عائشة، مرسلًا.
ذكره الدارقطني في العلل (١٤/ ٢٦١/ ٣٦١٢).
فهو حديث ضعيف؛ لانقطاعه، والله أعلم.
***
٢٤٤ - قال أبو داود: حدثنا الحسن بن شوكر: حدثنا هشيم، عن عروة الهمداني: حدثنا الشعبي، قال: قالت عائشة - رضي الله عنها -: لئن شئتم لأرينكم أثر يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحائط حيث كان يغتسل من الجنابة.
• حديث ضعيف.
أخرجه من طريق أبي داود: البيهقي (١/ ١٧٣).
ورواه أحمد في مسنده (٦/ ٢٣٦ - ٢٣٧)، قال: حدثنا يزيد [يعني: ابن هارون]: أخبرنا عروة أبو عبد الله البزاز، عن الشعبي، عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اغتسل من الجنابة بدأ فتوضأ وضوءه للصلاة، وغسل فرجه وقدميه، ومسح يده بالحائط، ثم أناض عليه الماء، فكأني أرى أثر يده في الحائط.
ثم وجدت بحشلًا أخرجه في تاريخ واسط (١٢٠)، من طريق: هشيم، عن عروة بن عبد الله البزاز، عن الشعبي، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: إن شئتم أريتكم المكان الذي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدلك يده إذا توضأ.
ثم قال: "هذا عروة بن عبد الله الهمداني، يكنى أبا عبد الله".
وبهذا يظهر جليًّا أن عروة هذا ليس هو عروة بن الحارث أبا فروة الهمداني، وإنما هو غيره، وهذا إنما يؤكد ما ذهب إليه البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان إلى التفرقة بينهما [التاريخ الكبير (٧/ ٣٤)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٩٨)، الثقات (٥/ ١٩٧) و (٧/ ٢٨٧ و ٢٨٨)، وقال في الأخير هذا: "يروي المقاطيع"].