١٣٠٦ والمواربة «١» عند أهل غمارة كلّها كثيرة متعارفة يفخر «٢» بها نساؤهم، وذلك أنّ الرجل إذا دخل بامرأته البكر واربها شباب أهل ناحيتها فاحتملوها وأمسكوها «٣» عن زوجها شهرا أو أكثر، ثمّ يردّونها. وربّما فعل ذلك بها مرارا على قدر جمالها وبمقدار الرغبة فيها (تفضّل لذّاتها)«٤» . ولا يتمّ إكرام الضيف عندهم إلّا بأن يؤنّسوه بنسائهم الأيامى منهنّ، يبيت الرجل مع ضيفه أخته الشيب أو بنته أو من لم تكن ذات زوج من نسائه. ولا يتركون ذا عاهة يستقرّ ببلدهم ويقولون إنّه يفسد النسل. وهم يرغبون في الرجل الجميل الشجاع، وهم مخصوصون بالجمال ولهم شعور يسدلونها كشعور النساء ويتّخذونها ضفائر ويطيبونها ويتعمّمون «٥» بها.
[ذكر مدينة سبتة]
١٣٠٧ وهي على ضفّة البحر الرومي وهو بحر الزقاق الداخل من البحر المحيط، وهي في طرف من الأرض داخل (من الغرب إلى الشرق)«٦» ضيّق جدّا والبحر محيط بها شرقا وشمالا «٧» وقبلة، ولو شاء ساكنوها أن يوصلوه من ناحية الشمال لوصلوه فتكون جزيرة منقطعة. وقد حفر من تقدّم في ذلك الموضع نحو غلوتين. وهي مدينة كبيرة مسوّرة بسور صخر محكم البناء بناه عبد الرحمان الناصر لدين الله. وحمّاماتها يجلب الماء إليها على الظهر من البحر. وبمدينتها حمّام قديم يعرف بحمّام خالد. ولها ربض من جانب الشرق فيه ثلاثة