حمّامات، وجامعها على البحر القبلي المعروف ببحر بسول له خمسة بلاطات وفي صحنه جبّان. ولها مقبرة في الجبل (مطلّ على البحر)«١» ومقبرة أخرى بجوفيّها على بحر الرملة. وأهلها عرب وبربر، فعربها تنسب إلى صدف وبربرها من ناحية أصيلة والبصرة، ولم تزل دار علم. وبشرقيّ مدينتها جبل منيف كان محمّد بن أبي عامر ابتدأ فيه بناء سور لم يتمّ، وهذا الجبل مطلّ على الربض المذكور الّذي فيه الحمّامات، وما بينهما كروم. ودار الإمارة في جوفيّ المدينة. وطولها من السور الغربي الّذي يدخل منه إلى المدينة قاطعا إلى الشرق إلى آخر الجزيرة خمسة أميال، والمدينة في الجانب الغربي منها.
ولسورها الغربي تسعة أبراج والباب في البرج الأوسط. وبين يدي هذا السور سور لطيف يستر الرجل ويتّصل به خندق عميق عريض عليه قنطرة خشب أمامها بستان وآبار ومقبرة. والسور القبلي على أجراف عالية، والشرقي والجوفي فيه تطامن. ولها باب ثان ممّا يلي الجوف في برج يعرف ببرج سابق يدخل منه إلى دار الإمارة، وذرع المدينة من السور الغربي إلى الشرقي ألفان وخمسمائة ذراع وذرع ما يأخذه ثقاف الربض المتّصل بالسور الغربي سبعة آلاف وأربعمائة ذراع.
١٣٠٨ وهي مدينة قديمة سكنها الأوّل وبها آثارهم بقايا كنائس وحمّامات، وماؤها مجلوب من نهر أويات مع ضفّة البحر القبلي «٢» في قنا إلى الكنيسة الّتي هي اليوم الجامع.