١٢٠٣ مدينة بونة مدينة أوّليّة «٢» وهي مدينة أقشتين «٣» العالم بدين النصرانية، وهي على ساحل البحر في نشر من الأرض منيع مطلّ على مدينة سبوس، وتسمّى اليوم مدينة زاوي، وبينها وبين المدينة الحديثة نحو ثلاثة أميال، ولها مساجد وأسواق وحمّام، وهي ذات ثمر وزرع، وقد سوّرت بونة الحديثة بعد الخمسين وأربعمائة. وفي بونة الحديثة بئر على ضفّة البحر منقورة في حجر صلد تسمّى بئر النشرة منها يشرب أكثر أهلها. وبغربي هذه المدينة ماء سائح يسقي بساتينها وهو منتزه «٤» حسن. ويطلّ على بونة جبل زغوغ وهو كثير الثلج والبرد. ومن العجائب أنّ فيه مسجدا لا ينزل عليه شيء من ذلك الثلج وإن عمّ الجبل كلّه. ومدينة بونة (قرية بحرية)«٥» كثيرة اللحم واللبن والحوت والعسل وأكثر لحمانهم البقر. إلّا أنّها يصحّ بها السودان ويسقم البيضان «٦» . وحول بونة قبائل كثيرة من البربر مصمودة وأوربة «٧» وغيرهما، وأكثر تجّارها أندلسيّون. ومستخلص بونة غير جبابة بيت المال عشرون ألف دينار.
١٢٠٤ وبشرقيّ مدينة بونة مدينة مرسى الخرز فيه المرجان، وهي مدينة قد أحاط بها البحر إلّا مسلكا لطيفا ربّما قطعه البحر في الشتاء، عليها سور وبها سوق