وجعل يشمّها قطعة قطعة إلى أن تمسك في يده ما أمسك منها، ثمّ طفق «١» يخبره خبره وما الّذي سأله عنه وعمّا يدور له من مرض أو موت أو ربح أو خسارة أو إقبال أو إدبار (أو عبرة أو غير ذلك)«٢» فلا يكاد يخطئ.
١٣٠٤ ومن أعاجيب بلد غمارة أنّ عندهم قوما يعرفون بالرقّادة وهم في وادي لو عند بني سعيد وعند بني قطيطن وعند بني يروتن يغشى على الرجل منهم يومين وثلاثة فلا يتحرّك ولا يستيقظ، ولو بلغ به أقصى مبلغ من الأذى ولو قطع قطعا، فإذا كان بعد ثلاثة من غشيته استيقظ كالسكران ويكون يومه ذلك كالواله لا يتّجه لشيء (ولا يخبر بشيء)«٣» . فإذا أصحّ «٤» في اليوم الثاني أتى بعجائب ممّا يكون في ذلك العام من خصب أو جدب أو حرب «٥» أو غير ذلك، وهذا أمر مستفيض لا يخفى.
١٣٠٥ وأخبرني غير واحد أنّه رأى بمرسى باديس رجلا قصير القامة مصفر اللّون يكرمه أهل ذلك الموضع ويقدّمونه ويذكرون أنّه ينبط المياه في المواضع الّتي لا يعهد فيها ماء عيونا وآبارا، وأنّه يخبر بقرب الماء وبعده، وأنّه إنّما يستدلّ «٦» على ذلك باستنشاف هواء ذلك الموضع لا غير.