للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طعن في خلافة أحد من هؤلاء الأئمة؛ فهو أضل من حمار أهله» (١).

وجاء عن بعض السلف أنه قال: «من قدَّم عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار» (٢).

أي: تنقصهم واستخف بعقولهم وسفه رأيهم؛ لأنهم أطبقوا على تولية عثمان، من طعن في خلافة عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار، فهؤلاء الأربعة هم الخلفاء الراشدون، وإذا أطلق الخلفاء الراشدون؛ فإنه ينصرف إليهم، فخلافتهم خلافة نبوة، وهذا لا ينفي أن يقال في بعض من ولي أمر المسلمين إنه خليفة راشد، كما قيل ذلك في عمر بن عبد العزيز .

وعلي وإن لم يتم له الأمر على جميع المسلمين فهذا لا ينفي اعتباره من الخلفاء الراشدين، ولا ينفي أن تكون خلافته خلافة نبوة، لكن لا ريب أن خلافته ليست كخلافة مَن قبله في أثرها على الإسلام والمسلمين، كما أن عثمان دون عمر .

ولكن على كل حال هم الخلفاء الراشدون المهديون كما في الحديث المعروف أن النبي قال: (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها، وعَضَّوا عليها بالنواجِذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة) (٣).

واعتمد أهل العلم في اعتبار ما سنه الخلفاء على هذا الحديث.

وقال في أبي بكر وعمر: (اقتدوا بالذَيْنِ من بعدي أبي بكر وعمر) (٤).


(١) الواسطية ص ٢٦٠.
(٢) روي هذا عن أيوب السختياني وأحمد بن حنبل والدارقطني . السنة للخلال ٢/ ٣٩٢، ومجموع الفتاوى ٤/ ٤٢٦ و ٤٣٥ ومنهاج السنة ٢/ ٧٣.
(٣) تقدم تخريجه في ص ٢٧٣.
(٤) رواه أحمد ٥/ ٣٨٢، والترمذي (٣٦٦٢) ـ وقال: حسن ـ، وابن حبان (٦٩٠٢) والحاكم ٣/ ٧٥ من حديث حذيفة .

<<  <   >  >>