وقوله:(ونثبت الخلافة بعد رسول الله ﷺ أولا: لأبي بكر الصديق ﵁ تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب ﵁، ثم لعثمان ﵁، ثم لعلي بن أبي طالب ﵁، وهم الخلفاء الراشدون، والأئمة المهتدون)
من فروع ما يجب اعتقاده في أصحاب الرسول ﷺ هذه المسائل التي أردفها المؤلف لما قبلها، فذكر أولا: ما يجب لعموم الصحابة ﵃ من المحبة والاحترام وذكر المحاسن والكف عن المساوي إلخ، ثم قال:(ونثبت الخلافة بعد رسول الله ﷺ أولا: لأبي بكر الصديق ﵁ تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب ﵁، ثم لعثمان ﵁، ثم لعلي بن أبي طالب ﵁) هذا أيضا مما يقرروه، ويدين لله به أهل السنة: أنَّ الأحق بالخلافة بعد رسول الله ﷺ أبو بكر، فيثبتونها له تفضيلا له وتقديما له على سائر الصحابة؛ فولايته للخلافة بعد رسول الله ﷺ كانت عن أهلية واستحقاق، وليس أثباتهم لها واقعا فقط، كما تقول الرافضة؛ فالرافضة يقولون: الخليفة بعد رسول الله ﷺ أبو بكر واقعا، لكن عندهم أن خلافته بغير حق.
فقول الطحاوي:(تفضيلا له) أي: هو الأحق بتولي الخلافة بعد رسول الله ﷺ؛ لأنه أفضل الأمة، كما دلت على ذلك الأحاديث في فضل أبي بكر ﵁.
ثم اختلف الناس في خلافة أبي بكر ﵁ بعد الرسول ﷺ، هل ثبتت بالنص أو بالاختيار؟