وفيها توفي السلطان صلاح الدين، وكانت دولته أزيد من عشرين.
وفي سنة تسعين: كانت الحرب تستعر بين شهاب الدين الغوري وبين سلطان الهند بنارس، قال ابن الأثير: فالتقوا على نهر ماخون، وكان مع الهندي سبع مائة فيل، ومن العسكر على ما قيل: ألف ألف نفس، وفيهم عدة أمراء مسلمين، فنصر شهاب الدين، وكثر القتل في المشركين حتى جافت منهم الأرض، وقتل بنارس، وعرف بشد أسنانه بالذهب، وغنم شهاب الدين تسعين ألفًا فيها فيل أبيض، ومن خزائن بنارس ألفًا وأربع مائة حمل.
وبعث الناصر إلى خوارزم شاه، ليحارب طغرل، فبادر والتقاه فهزمه، وقتله ونهب خزانته، وهزم جيشه، ونفذ الرأس إلى بغداد.
قال ابن الأثير: وسير الناصر لخوارزم شاه نجدة وسير له مع وزيره المؤيد ابن القصاب خلع السلطنة، فبعث إليه المؤيد بعد الوقعة: احضر إلى لتلبس الخلعة، وترددت الرسل، وقيل لخوارزشاه: إنها حيلة لتمسك، فأقبل ليأخذ ابن القصاب، ففر إلى جبل حماه.
وعزل من الأستاذ دارية ابن يونس، وحبس إلى أن مات، وولي مكانه التاج بن رزين.
وقتل ألب غازي متولي الحلة.
وفيها افتتح ابن القصاب بلاد خوزستان.
ووقع الرضى عن بني الشيخ عبد القادر، وسلم ابن الجوزي إلى أحدهم، فذهب به إلى واسط فسجنه بها خمس سنين.
وتملك مصر بعد السلطان ابنه عبد العزيز، ودمشق ابنه الأفضل، وحلب ابنه الظاهر، والكرك وحران ومواضع أخوه العادل.
وفيها جاء يحاصر الأفضل بدمشق، ثم جاء عمهما ليصلح بينهما، وكان داهية، فلعب بها إلى أن مات العزيز، فتملك هو مصر، وطرد عن دمشق الأفضل إلى سميساط فقنع بها، ولولا أن الظاهر كان زوج بنته لأخذ منه حلب، وكان الأفضل صاحب شرب وأغان، ثم إنه أصبح يومًا تائبًا أراق الخمور ولبس الخشن وتعبد وصام وجالس الصلحاء، ونسخ مصحف، ولكنه كان قليل السعادة.
وفي سنة إحدى وتسعين: استولى ابن القصاب على همذان فضربت الطبول ببغداد، وعظم ابن القصاب ونفذ إليه خوارزم شاه يتوعد لما عاث بأطراف بلاده، ثم مات ابن القصاب، وأقبل خوارزم شاه فهزم جيش الخليفة ونبش الوزير موهمًا أنه قتل في المصاف.