الإمام الحافظ المجوّد الكبير، أبو علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن المصري البزاز، وأصله بغدادي.
نزل مصر بعد أن أكثر التِّرْحَال ما بين النهرين؛ نهر جيحون ونهر النيل، مولده سنة أربع وتسعين ومائتين.
سمع ببغداد من أبي القاسم البغوي، وابن أبي داود، وطبقتهما، وبحرّان من: الحافظ أبي عروبة، وطائفة، وبدمشق من أحمد بن عمير بن جوصا، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وأقرانهما، وبخراسان صحيح البخاري من محمد بن يوسف الفربري، فكان أوَّل من جلب الصحيح إلى مصر وحدَّث به، وقد لحق بمصر محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وعلي بن أحمد علّان، وأبا جعفر الطحاوي، وسمع بدمشق أيضًا من محمد بن خريم، وجماعة من بقايا أصحاب هشام بن عمَّار، وسمع بنيسابور من أبي حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان، وأعانه على سعة الرحلة التكسُّب بالتجارة.
جمع وصنَّف، وجرَّح وعدَّل، وصحَّح وعلَّل، ولم نر تواليفه، هي عند المغاربة.
حدَّث عنه: أبو سليمان بن زَبْر، وأبو عبد الله بن منده، وعبد الغني الأزدي، وعلي بن محمد الدقاق، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس، وعبد الله بن محمد بن أسد القرطبي، وأبو جعفر بن عون الله، والقاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مفرج.
كان ابن حزم يثني على صحيحه المنتقى، وفيه غرائب.
(١) ترجمته في تذكرة الحفاظ "٣/ ترجمة ٨٩٠"، والعبر "٢/ ٢٩٧"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٣/ ٣٣٨"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "٣/ ١٢".