قلت: أذاه لهذا القائل أنه لقبه بالمطحن.
قال: وجرت بيننا مباحثات، فأظهرني الله عليه في مسائل كثيرة، ثم إني أهملت جانبه.
ومن شعر السخاوي فيه:
لم يكن في عصر عمرو مثله … وكذا الكندي في آخر عصر
فهما زيد وعمرو إنما … بني النحو على زيد وعمرو
ولأبي شجاع ابن الدهان فيه:
يا زيد زادك ربي من مواهبه … نعمى يقصر عن إدراكها الأمل
لا بدل الله حالًا قد حباك بها … ما دار بين النحاة الحال والبدل
النحو أنت أحق العالمين به … أليس باسمك فيه يضرب المثل?
ومن شعر التاج الكندي:
دع المنجم يكبو في ضلالته … إن ادعى علم ما يجري به الفلك
تفرد الله بالعلم القديم فلا الـ … إنسان يشركه فيه ولا الملك
أعد للرزق من أشراكه شركا … وبئست العدتان: الشرك والشرك
وله:
أرى المرء يهوى أن تطول حياته … وفي طولها إرهاق ذل وإزهاق
تمنيت في عصر الشبيبة أنني … أعمر والأعمار لا شك أرزاق
فلما أتى ما قد تمنيت ساءني … من العمر ما قد كنت أهوى وأشتاق
يخيل في فكري إذا كنت خاليًا … ركوبي على الأعناق والسير إعناق
ويذكرني مر النسيم وروحه … حفائر تعلوها من الترب أطباق
وها أنا في إحدى وتسعين حجة … لها في إرعاد مخوف وإبراق
يقولون ترياق لمثلك نافع … ومالي إلَّا رحمة الله ترياق
ومن شعره قوله: