العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك» وقال أبن مسعود رضي الله عنه: ليس عند ربكم ليل ولا نهار، نور السماوات من نور وجهه.
ذكره عثمان الدارمي وقد قال تعالى:{وأشرقت الأرض بنور ربها} فإذا جاء تبارك وتعالى يوم القيامة للفصل بين عباده وأشرقت بنوره الأرض، وليس إشراقها يومئذ بشمس ولا قمر، فإن الشمس تكور والقمر يخسف ويذهب نورهما، وحجابه تبارك وتعالى النور.
قال أبو موسى: قام فينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخمس كلمات فقال «إن الله لا ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه، عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» ثم قرأ {أن بورك من في النار ومن حولها} .
فاستنارة ذلك الحجاب بنور وجهه ولولاه لاحرقت سبحات وجهه ونوره ما انتهى إليه بصره.
ولهذا لما تجلى تبارك وتعالى للجبل وكشف من الحجاب شيئاً يسيراً ساخ الجبل في الأرض وتدكدك ولم يقم لربه تبارك وتعالى.
وهذا معنى قول أبن عباس في قوله سبحانه وتعالى:{لا تدركه الأبصار} : قال: ذلك الله عز وجل، إذا تجلى بنوره لم يقم له شيء.
وهذا من بديع فهمه رضي الله تعالى عنه ودقيق فطنته، كيف وقد دعا له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعلمه الله التأويل، فالرب تبارك وتعالى يرى يوم القيامة بالأبصار عياناً، ولكن يستحيل إدراك الأبصار له، وأن رأته فالادراك أمر وراء الرؤية، وهذه الشمس ـ ولله المثل الأعلى ـ نراها ولا ندركها كما هي عليه ولا قريباً من ذلك، ولذلك قال ابن عباس لمن سأله