واضح في أحوال أخلاف الناقة والاة المذكورة، وحال الثوب الشَطور والقَدَح الشَطْران إلخ). ومن ذلك الأصل أُخذ ما يلي.
أ) من الانقسام: شطْر الشيء: نصفه "الشطر: نصف الشيء. شَطَرته: جعلته نصفين. شاطره ماله: ناصفه "ومن هذا "شَطَر بصرُه (كجلس): صار كأنه ينظر إليه وإلى آخر "(كأنه قسم نظره بين اثنين).
ب) ومن اعتبار أن الانقسام إلى جهات - كل جهة ذات حال: الشَطر: الجهة (شَطْر الشيء ناحيته. شَطر كل شيء نحوُه وقصده. قصدت شطرَه أي نحوه {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[البقرة: ١٤٤، ١٤٩، ١٥٠]:
توليةُ الوجه "شَطرَ الشيء: قَصْدُ عين الشيء: إن كان معايَنًا فبالصواب (أي بالتصويب إليه مباشرة)، وإذا كان مُغَيَّبًا فبالاجتهاد بالتوجه إليه. وذلك أكثرُ ما يمكنه [الرسالة للإمام الشافعي تح أحمد شاكر ٣٧ - ٣٨].
ج) ومن الانقسام وهو انفصال يتأتى منه التباعد قيل "شطَر عن أهله شُطورًا: نزح عنهم وتركهم مُراغِمًا أو مخالفًا وأعياهم خُبْثًا. ونيَّةٌ شَطُور أي بعيدة، ومنزلٌ شطير وبلدٌ شطير، وحيّ شطِير: بعيد، ومن هذا "الشطير: الغريب، لتباعده عن قومه، والشَطْر: البعد ".
د) ومن معنى البعد (مع ملاحظة الانحراف المأخوذ من معنى الجهة: الناحية في الأصل)"فلان شاطر معناه أنَّه أخذ في نحو غير الاستواء / تباعد عن الاستواء ".
هـ) ومن الشَطْر الخِلْف قيل في التعبير عن الخبرة الطويلة بتدبير الأمور وسياستها "حَلَب فلان الدهرَ أَشْطُرَهُ: أي خَبَر ضُروبَه يعني أنَّه مَرَّ به خَيرُه وشَرّه، وشدته ورخاؤه تشبيها بحلب جميع أخلاف الناقة ما كان منها حَفِلًا