للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} [البقرة: ١٢٤]، قال [طب ٣/ ١٨]: فأدّاهن/ عَمِل بهن فأتمهن (فتَمَام الكلمات في هذه الآيات يعني كمالَها بتصديقها أي تحقيق معناها حيث استوفت مضمونها كاملًا بنفاذها. والعامة تعد ما لم ينفذ من الكلام فارغا). {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: ٨] اللهم آمين {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} [الأنعام: ١٥٤] أي تماما للكرامة والنعمة على من كان محسنا. أي زيادة على وجه التتميم [ينظر الكشاف ٢/ ٧٧ - ٧٨، بحر ٤/ ٢٥٥] {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: ٣] بظهور الإسلام وعزتكم حتى صار الأمر بين العرب أمركم [ينظر بحر ٣/ ٤٤١] وكل ما في القرآن من التركيب هو بمعنى استيفاء الشيء حجمه أو كماله حسب ما ذكرنا.

هذا، وتمام جرم الشيء يمثل أيضًا في انفصاله عن غيره؛ ومن هنا: "تُمّ الشيءُ: كُسِر - للمفعول فيهما. (انفصل قسمين) وظَلَعَ الدابةُ ثم تتَمَّم أي تَمَّ عَرَجُه كَسْرًا. والِتمُّ - بالكسر: الفأس (تكسر وتفصل). وتممّ على الجريح: أجهز عليه " (أكمل قتله = أنهى الأمر وفصله).

(يتم):

{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} [الضحى: ٦] صلى الله عليه وآله وسلم.

"اليتيم: الرمْلة المنفردة عن غيرها. واليتائم: رمالٌ منقطع بعضها عن بعض. [ق]. وكل شيء فَرْدٍ بغير نظير فهو يتيم كالدرة اليتيمة ".

° المعنى المحوري هو: انفراد الشيء عن مجانسه مستقلًّا بذاته: كالواحدة من الرمال المذكورة مجتمعة في ذاتها ومنفصلة عن غيرها، وكالدرة اليتيمة المتفردة بقيمتها أو صفتها لا تشركها أخرى في هذه القيمة. ومن ذلك الأصل قالوا: يَتِمَ من هذا الأمر (كفرح) أي انفَلَتَ (انفصل وفارقه). ومنه: اليتيمُ من

<<  <  ج: ص:  >  >>