للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولمسلم (١): "كان أحبُّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ".

وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمتْهُ.

وفي رواية الترمذي (٢): "كان أحبُّ العمل إلى رسول الله صلى الله ما ديم عليه".

وفي أخرى له (٣) قال: "سئلتْ عائشة وأم سلمة: أيُّ العمل كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالتا: ما ديم عليه وإن قلَّ".

وفي رواية أبي داود (٤): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومُهُ وإن قل، وكان إذا عمل عملاً أثبته".

وفي أخرى له (٥) قال علقمة: "سألت عائشة: كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل كان يخص شيئاً من الأيام؟ قالت: لا، كان عمل ديمةٌ، أيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع؟ ".

وي رواية النسائي (٦) "قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصيرةٌ يبسطها، ويحتجرها بالليل، فيُصلي فيها، ففطن له الناس، فصلوا بصلاته، وبينهم وبينه الحصيرة، فقال: اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله تبارك وتعالى لا يمل حتى تملُّوا، فإن


(١) مسلم (١/ ٥٤١) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٣٠ - باب فضيلة العمل الدائم ... إلخ.
(٢) الترمذي (٥/ ١٤٢) ٤٤ - كتاب الأدب، ٧٣ - باب ...
(٣) نفس الموضع السابق.
(٤) أبو داود (٢/ ٤٨) كتاب الصلاة، باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة.
(٥) البخاري (١١/ ٢٩٤) ٨١ - كتاب الرقاق، ١٨ - باب القصد والمداومة على العمل.
(٦) النسائي (٢/ ٦٨) ٩ - كتاب القبلة، ١٣ - المصلي يكون بينه وبين الإمام سندة.
(يحجرُهُ) حجرهُ يحجرُهُ، أي: يتخذه حخجرة وناحية ينفرد عليه فيها.
(يثوبون) أي: يرجعون إليه، ويجتمعون عنده.
(لا يمل حتى تملوا) المراد بهذا الحديث: أن الله لا يمل أبداً، مللتم أو لم تملوا، فجرى مجرى قولهم: لا أفعله حتى يشيب الغرابُ، ويبيض القارُ. وقيل معناه: إن الله لا يطرحكم حتى تتركوا العمل له، وتزدهوا في الرغبة إليه، فسمى مللاً، وكلاهما ليس بمللٍ، كعادة العرب في وضع الفعل إذا وافق معناه نحو قوله:
ثم أضحوا لعب الدهرُ بهم ... وكذاك الدهر يودي بالرجال =

<<  <  ج: ص:  >  >>