للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وفي رواية النسائي (١) قال: "جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حجة وعمرة، ثم توفي قبل أن ينهى عنها، وقبل أن ينزل القرآن بتحريمه".

وفي أخرى (٢) "جمع بين حجة وعمرة، ثم لم ينزل فيهما كتاب، ولم ينه عنهما النبي صلى الله عليه وسلم، قال قائل فيهما برأيه ما شاء".

وفي أخرى (٣) "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تمتع وتمتعنا معه، قال فيها قائل برأيه".

"وفي الحديث من الفوائد: جواز نسخ القرآن ولا خلاف فيه، وجواز نسخه بالسنة وفيه اختلاف شهير. ووجه الدلالة منه قوله: ولم ينه عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مفهومه أنه لو نهى عنها لامتنعت، ويستلزم رفع الحكم. ومقتضاه جواز النسخ، وقد يؤخذ منه أن الإجماع لا ينسخ به لكونه حصر وجوه المنع في نزول آية أو نهي من النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه نوع الاجتهاد في الأحكام بين الصحابة، وإنكار بعض المجتهدين على بعض بالنص" [م].

أقول: تسليم الملائكة على عمران بن حصين رضي الله عنه دليل على أن انكشاف شيء من أمر الغيب لبعض المسلمين جائز شرعاً وواقع فعلاً، ونسأل الله أن لا يحرمنا من فضله.

٤٢٠٤ - * روى الجماعة إلا الموطأ والترمذي عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) قال: "تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج وأهدى، فساق معه الهدي


(١) النسائي (٥/ ١٤٩) ٢٤ - كتاب مناسك الحج، ٤٩ - باب القران.
(٢) النسائي: نفس الموضع السابق.
(٣) النسائي (٥/ ١٥٥) ٢٤ - كتاب مناسك الحج، ٥٠ - باب التمتع.
(يسلم علي حتى اكتويت) أراد بقوله "يسلم علي" يعني: الملائكة كانوا يسلمون عليه. فلما اكتوى تركوا السلام عليه. يعني: أن الكي يقدح في أعلى درجات التوكل والتسليم إلى الله تعالى، والصبر على ما يبتلى به العبد، وطلب الشفاء من عند الله تعالى. وليس ذلك قادحاً في جواز الكي، وإنما هو قادح في أعلى مقام للتوكل، وهي درجة عالية وراء مباشرة الأسباب وهذه الدرجة خاصة ببعض الناس ولا تطيقها العامة، ومن ها هنا نعرف لماذا لم يوجب بعض الفقهاء التداوي، وهي مسألة مختلف فيها والذي نرجحه أن الدواء إذا تعين شفاء لا شك فيه فقد وجب أخذه على المستطيع.
٤٢٠٤ - البخاري (٣/ ٥٣٩) ٢٥ - كتاب الحج، ١٠٤ - باب من ساق البدن معه.
مسلم (٢/ ٩٠١) ١٥ - كتاب الحج، ٢٤ - باب وجوب الدم على المتمتع ... إلخ.
أبو داود (٢/ ١٦٠، ١٦١) كتاب المناسك، ٢٤ - باب في الإقران.
النسائي (٥/ ١٥١، ١٥٢) ٢٤ - كتاب مناسك الحج، ٥٠ - باب التمتع.
(خب) الخبب: ضرب من المشي سريع.
(أطواف): جمع طوف، والطواف مصدر: طفت بالشيء إذا درت حوله، وهو والطواف بمعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>