للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفصل الثاني فى القسم]

وفيه ثلاثة فروع:

الفرع الأوّل: في حروفه،

وهي: أصل، وفرع، وفرع فرع.

فالأصل: الباء (١)؛ لأّنها هي أوصلت الفعل القاصر - الذى هو: أحلف وأقسم - إلى المقسم به؛ حيث لم يكن متعدّيا إلّا بالباء، ومعناها فيه: الإلصاق.

وحيث كانت أصلا اختصّت بثلاثة أشياء:

بالدّخول على المضمر، تقول: بك لأقومنّ، وبه لأفعلنّ، ومنه قوله (٢):

ألا نادت أمامة باحتمال ... لتحزنني فلا بك ما أبالي

وبظهور الفعل معها، نحو: أخلف بالله، وأقسم بزيد.

وبالحلف على غيرك: استعطافا، كقولك: بالله لمّا زرتني، وبحياتك كلّمني وكقوله (٣):

بالله ربّك إن دخلت فقل لّه ... هذا ابن هرمة واقفا بالباب

وأمّا الفرع: فهو الواو، وهي بدل من الباء لقرب (٤) المخرج، وقرب ما بين


(١) انظر الأصول ١/ ٤٣٠، ٤٣١.
(٢) هو غويّة بن سلمي بن ربيعة. انظر: شرح حماسة أبي تمّام للمرزوقىّ ١٠٠١.
وانظر: الخصائص ٢/ ١٩ والتبصرة ٤٤٥ وابن يعيش ٨/ ٣٤، و ٩/ ١٠١.
والمعنى: أظهرت هذه المرأة من نفسها ارتحالا عليّ لتجلب عمّا حزنا وغمّا، ونادت بالفراق وكثّرته على ألسنة الناس، ثم يقول: إنّه انصرف عنها، وأقبل عليها يخاطبها بأنّ فراقها لا يحزنه.
وقوله:" ما أبالي" جواب القسم.
(٣) هو إبّراهيم بن هرمه.، انظر ديوانه ٣٢.
وانظر: ابن يعيش ٩/ ١٠١ والصناعتين ٧٤.
(٤) انظر: التبصرة ٤٤٥.