للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجريتها على حكم أنفسها في الصرف ومنعه، تقول: هذه سورة هود (ونوح (١)) ويونس ويوسف، وهذه هود ونوح، وهذه يونس ويوسف، فتصرف هودا ونوحا ولا تصرف يونس ويوسف، وإن (جعلت (٢)) الأسماء أسماء للسور ممّا كان منها على ثلاثة أحرف ساكن الأوسط، نحو، هود: ففيه من الخلاف ما في امرأة سمّيتها ب «زيد» (٣)، وإن كان غير ذلك، نحو حم، ويس، وطس، فلا ينصرف؛ للتعريف والعجمة، نحو: هابيل وقابيل (٤)، وأمّا «ص»، و «ق» فلا تصرفه؛ للتعريف والتأنيث.

قال سيبويه: (فأمّا كهيعص والمر فلا يكنّ إلا حكاية) (٥).

وأما أسماء البلاد والأراضي فما لا ينصرف منها فإنّما يراد به البلدة والمدينة والبقعة وما أشبه ذلك، وهو جار مجرى أسماء النّساء في الصّرف ومنعه، وما انصرف منها فإنّما يراد به البلد، والمكان، والموضع، فيجري مجرى أسماء الرّجال في الصّرف ومنعه (٦). وقد يغلب على بعضها التأنيث كعمان، وحمص (٧)، ودمشق، وجور (٨)، وفارس، ويغلب على بعضها التذكير، نحو: واسط (٩)، ودابق (١٠)، واستعمل بعضها مذكّرا ومؤنثا (١١)،


(١) و (٢) تكملة من (ب).
(٣) انظر: ص: ٢٧٨.
(٤) الكتاب (٢/ ٣٠)، وما ينصرف وما لا ينصرف (٦٢)، الأصول (٢/ ١٠٥).
(٥) الكتاب (٢/ ٣١).
(٦) المقتضب (٣/ ٣٥٧).
(٧) مدينة في سورية، وسيبويه جعلها من الأسماء الأعجمية هي وجور،: الكتاب (٢/ ٢٣)، وجعلها ابن السراج مما يذكر ويؤنث (الأصول: ٢ /
١٠٢).
(٨) جور: مدينة بفارس بينها وبين شيراز عشرون فرسخا.
(معجم البلدان (٢/ ١٨١ - ١٨٢).
(٩) واسط: مدينة بين الكوفة والبصرة أنشأها الحجاج بن يوسف الثقفي.
(معجم البلدان: ٥/ ٣٤٧ - ٣٥٣).
(١٠) دابق: قرية قرب حلب بينها وبين حلب أربعة فراسخ.
(معجم البلدان: ٢/ ٤١٦ - ٤١٧) وانظر: الكتاب (٢/ ٢٣).
(١١) الكتاب (٢/ ٢٤)، ما ينصرف وما لا ينصرف (٥٤)، المذكر والمؤنث - لابن الأنباريّ (٤٦٩، ٤٧٠)