للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"اقتادُوا"، فَاقْتَادُوا رَوَاحِلَهُمْ شيئاً، ثمَّ تَوَضَّأَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمرَ بلالاً فأقامَ الصَّلاةَ، فصلَّى بهِمُ الصُّبْحَ، فلمَّا قَضَى الصَّلاةَ قال: "مَنْ نَسِيَ الصَّلاة فَلْيُصَلِّها إذا ذكرَها، فإنَّ الله تعالى قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}.

"وقال أبو هريرة: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قفل من خيبر أي: حين رجع من غزوة خيبر إلى المدينة.

"سار ليلة حتى إذا أدركه الكَرَى أي: النوم.

"عرَّس أي: نزل في آخر الليل للاستراحة.

"ونام هو وأصحابه": عطف على الضمير المرفوع المستتر في (نام).

"فلم يستيقظ أحد من الصحابة حتى ضربتهم الشمس أي: وقع عليهم حرارتها.

"فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولهم استيقاظاً فقال: اقتادوا أي: سوقوا رواحلكم من هذا الموضع.

"فاقتادوا رواحلهم شيئاً يعني: ذهبوا من ثَمَّةَ مسافة قليلة.

"ثم توضأ رسولُ الله، فأمر بلالاً، فأقام الصلاة": وإنما لم يؤذن؛ لأن القوم حضور.

"فصلى بهم الصبح": وإنما لم يقضِ في الموضع الذي استيقظ فيه؛ لترتفع الشمس حتى يخرج وقت الكراهة، وبه قال أبو حنيفة، ومن جَوَّز قضاء الفائتة في الوقت المنهي - وهم الأكثرون - قالوا: أراد أن يتحول عن المكان الذي أصابتهم فيه هذه الغفلة والنسيان.

وقد روي: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "حولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه هذه الغفلة".

<<  <  ج: ص:  >  >>