قالوا: لا"؛ أي: ما أغضبتنا "يغفر الله لك" بدون الواو، ومقتضى البلاغة إتيانها، روي أن أبا بكر نهى عن هذه الصيغة فقال: قل لا، ويغفر الله لك.
"يا أخي": الظاهر أن يقال: يا أخانا، ولعله حكاية قول كل أحد، ضبطوه بضم الهمزة على التصغير، وهو تصغيرُ تحبيبٍ، وفي بعض النسخ بفتحها.
* * *
٤٨٧٤ - عن أنسٍ - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "آيةُ الإِيمانِ حُبُّ الأَنْصارِ، وآيةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأَنْصارِ".
"عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي" - صلى الله عليه وسلم -، "قال: آية الإيمان"؛ أي علامته "حب الأنصار، وآية النفاق بغضُ الأنصار"، وإنما قال في حقهم كذلك؛ لأنهم تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم؛ يعني: توطَّنوا المدينة، واتخذوها دار الهجرة وأسلموا في ديارهم، وآثروا الإيمان وبنوا المساجد قبل قدوم النبي عليه الصلاة والسلام.
* * *
٤٨٧٥ - وعن البَرَاءِ - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "الأَنْصارُ لا يُحِبُّهم إلا مُؤْمِنٌ، ولا يُبغِضُهم إلا منافقٌ، فمَن أَحَبَّهم أَحَبَّهُ الله، ومَن أَبْغَضَهُم أبغَضَهُ الله".
"عن البراء - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول: الأنصار لا يحبُّهم إلا مؤمن، ولا يُبغضهم إلا منافق، فمن أحبَّهم أحبَّه الله تعالى"، وذلك من كمال علامة إيمانهم، "ومن أبغضهم أبغضه الله"، فذلك من علامة نفاقهم.