٤٨٦١ - عن أبي مُوْسى - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ لهُ:"يا أبا موسى! لقد أُعطِيتَ مِزْمارًا مِن مَزَامِير آلِ داودَ".
"عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: يا أبا موسى! لقد أعطيت مِزمارًا" - بكسر الميم - آلة الزمر، وقد وقد يستعار للصوت الحسن والنغمة الطيبة، وهو المراد في الحديث.
"من مزامير آل داود": والآل مقحمٍ، والمراد: نفس داود - عليه الصلاة والسلام -، إذ لم يشتهر أحدٌ من آله بحسن الصوت، شَبَّه حسنَ صوته في قراءة القرآن وحلاوة نغمته بصوت المزمار.
* * *
٤٨٦٢ - عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: قالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأُبيِّ بن كَعْبٍ:"إنَّ الله أَمَرَني أنْ أَقْرأَ عليكَ القرآن"، قال: الله سَمَّاني؟! قال:"نعم"، فَبكَى.
"عن أنسٍ - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بن كعبٍ: إن الله تعالى أمرني أن أقرأ عليك القرآن"؛ قيل: أراد أن يحفظ أبيٌّ من فمه - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الرواية بالسماع عن الأصل أقوى من القراءة عليه؛ لأنه أبعد من الغَلَط واحتمال الخطأ، وكان أبيٌّ مقدَّما على قراء الصحابة.
"قال"؛ أي: أبي: "الله سماني": بتقدير حرف الاستفهام، "قال: نعم، فبكى"؛ أي: أبيُّ ابتهاجًا وفرحًا من تسمية الله تعالى إياه بأمر القراءة، أو خوفًا من العجز عن قيام شكر تلك النعمة.
"ويروى: أنه - صلى الله عليه وسلم - قرأ عليه:{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}[البينة:١] ".