"وقال: عمدت إلى رزقٍ رزقنيه الله، أخذته، ثم انتزعته مني، فقال الرجل: تالله إن رأيتُ كاليوم"؛ أي: ما رأيت أعجوبةً كأعجوبةِ اليوم، فحُذِف الموصوف، وأُقِيمت الصفة مقامه، ثم حُذِف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، وقيل: معناه وتقديره: ما رأيت ذئباً يتكلم مثل الذئب الذي رأيته في اليوم.
"ذئب": خبر مبتدأه محذوف، كأنه قيل: وأي شيءٍ هو؟ فقال: هو ذئب.
"يتكلم فقال الذئبُ: أَعْجَبُ من هذا رجلٌ في النَّخَلات بين الحرَّتين"؛ أي: بين الحجرين، والحرةُ: حجارة سُود بين جبلين.
"يخبركم بما مَضَى وما هو كائنٌ بعدكم، قال: فكان الرجل يهودياً فجاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبره وأسلم فصدَّقه النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: إنها"؛ أي: إن الحال التي رأيتُها "أمارات"؛ أي: علامات "بين يدي الساعة قد أوشك الرجل"؛ أي: قرب "أن يخرجَ فلا يرجع حتى تحدِّثَه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله بعده"؛ أي: بعد أن يخرج.
* * *
٤٦٤٤ - عَنْ أبي العَلاءِ عَنْ سَمُرَةَ بن جُنْدَبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنَّا معَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نتَداول منْ قَصْعَةٍ مِنْ غُدْوَةٍ حتَّى اللَّيلِ، تَقُومُ عَشَرةٌ وتَقْعُدُ عَشَرةٌ، قُلنا: فَمَا كانتْ تُمَدُّ؟! قَالَ: منْ أيِّ شَيءٍ تَعْجَبُ؟ ما كانتْ تُمَدُّ إلَّا مِنْ هَاهُنَا، وأَشَارَ بيدِهِ إِلى السَّماءَ.