"فهم يحلُّون رحالهم، فجعل يتخللهم الراهبُ"؛ أي: يدخل وسطهم.
"حتى جاء، فأخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: هذا سيد العالمين، وهذا رسول رب العالمين، يبعثه الله رحمةً للعالمين، فقال له أشياخ من قويش: ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة"؛ أي: وقت ظهوركم منها.
"لم يبقَ شجرٌ ولا حجرٌ إلا خرَّ ساجداً، ولا يسجدان إلا لنبيٍّ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفلُ من غضروف كتفه": وهو: اللحم الذي بين الكتفين.
"مثل التفاحة، ثم رجع، فصنع له طعاماً، فلما أتاهم به"؛ أي: بالطعام.
"وكان هو"؛ أي: النبي صلى الله تعالى عليه وسلم.
"في رعية الإبل، فقال"؛ أي: الراهب.
"أرسلوا إليه"؛ أي: إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
"فأقبل وعليه غمامةٌ تظله، فلما دنا من القوم"؛ أي: قرب منهم.
"وجدهم قد سبقوه إلى فيء شجرة"؛ أي: إلى ظلها.
"فلما جلس مالَ فيءُ الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه، فقال: أنشدكم الله"؛ أي: أطلب منكم بالله.
"أيكم وليُّه؟ "؛ أي: قريبه.
"قالوا: أبو طالب، فلم يزل"؛ أي: الراهب.
"يناشده"؛ أي: أبا طالب؛ يعني: يقول له: بالله سألتك أن ترد محمداً إلى مكة، وتحفظه من العدو، قيل: كان الراهب يخاف أن يذهبوا به إلى الروم، فيصلَ إليه الضرر منهم، فلذلك ناشده.