"وقلت: نمْ يا رسول الله! وأنا أنفضُ ما حولك"؟ أي: أحفظ ما حولك، وأحرسك من الأعداء، وأتجسَّس الأخبار من كل وجه.
"فنام وخرجت أنفض ما حوله، فإذا أنا براعٍ مقبل، قلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم، قلت: أفتحلب؟ قال: نعم، فأخذ شاة فحلب في قَعْبٍ" بفتح القاف وسكون العين المهملة: قدح من خشب مقعر، وقيل: قدح صغير.
"حملتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - يرتوي فيها"؛ أي: يكسر عطشه من مائها.
"يشرب ويتوضأ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكرهت أن أوقظه، فوافقته": بتقديم الفاء على القاف؛ أي: فوافقته فيما هو عليه من النوم، ويروى بتقديم القاف من الوقوف؛ أي: صبرتُ، وتوقفت في المجيء إليه.
"حتى استيقظ، وصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله، فقلت: اشرب يا رسول الله! فشرب حتى رضيت به، ثم قال"؛ أي: النبي - صلى الله عليه وسلم -.
"ألم يأنِ للرحيل؟ "؟ أي: ألم يدخل وقت الارتحال؟
"قلت: بلى، قال: فارتحلنا بعدما مالت الشمس، واتَّبَعَنَا سُراقةُ بن مالك": كافر من كفار قريش.
"فقلت: أُتينا يا رسول الله"؛ أي: جاءنا من يطلبنا.
"فقال: لا تحزن إن الله معنا، فدعا - صلى الله عليه وسلم -، فارتطمت به فرسه"؛ أي: ساخت قوائمها.