٤٠٣٥ - وعن ابن عُمَرَ: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَمعَ رَجُلًا يَتَجَشَّأُ فقال:"أَقْصِرْ مِن جُشَائكَ، فإنَّ أطولَ النَّاسِ جُوْعًا يومَ القِيامةِ أطولُهم شِبَعًا في الدُّنْيا".
"وعن ابن عمر - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلًا يتجشَّأ"؛ أي: يَخرجُ الجُشاء من صدره، وهو ريح يخرج عنه من امتلاء المَعِدَة من الطعام، وذلك الرجل كان وهبَ بن عبد الله أبا جُحيفة، من صغار الصحابة، لم يبلغ الحُلمَ في زمنه عليه الصلاة والسلام.
رُوي عنه أنه قال: أكلتُ ثَرِيدَ بُرٍّ مع لحمٍ، فأتيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أتجشَّأ "فقال: أَقصِرْ من جُشائك" بفتح الهمزة؛ أي: اكففْ عنه، والنهي وإن ورد الجُشاء لفظًا لكنه على إكثار الطعام معنىً؛ لأنه المقتضي له، ولأن الجُشاءَ إذا استولى كان أمرًا طبيعيًا لم يُقدَر على دفعه، وسببه - وهو الشبع - أمر مقدور، فيَرِدُ النهي عليه.
"فإن أطولَ الناس جوعًا يومَ القيامة أطولُهم شِبَعًا في الدنيا"، روي: أن ذلك الرجل لم يأكل ملءَ بطنه بعد ذلك حتى فارقَ الدنيا، كان إذا تعشَّى لا يتغذَّى، وإذا تغدَّى لا يتعشَّى.
٤٠٣٦ - وقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ لكلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وفِتْنَةُ أُمَّتي المالُ".