رحيمٌ رقيقُ القَلْبِ لكلِّ ذي قُربَى ومُسْلِمٍ، وعَفيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذو عيالٍ، وأهلُ النّارِ خَمْسةٌ: الضَّعيفُ الذي لا زَبْرَ لهُ، الذينَ هم فيكم تَبَعٌ، لا يبغُونَ أهلًا ولا مالًا، والخائِنُ الذي لا يَخْفَى له طَمَعٌ وإنْ دقَّ إلا خانهُ، ورَجُلٌ لا يُصبحُ ولا يُمسي إلا وهو يُخادِعُكَ عن أهلِكَ ومالِكَ"، وذكرَ البُخْلَ والكذِبَ، "والشِّنْظيرُ الفَحّاشُ".
"وعن عياض بن حمار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان"؛ أي: ذو حُكْم وسلطنة، "مقسطٌ"؛ أي: عادل، "متصدقٌ"؛ أي: محسنٌ إلى الناس، "موفَّق" وهو مَن هيئ له أسبابُ الخير وفُتح له أبواب البر.
"ورجل رحيم رقيق القلب"؛ أي: في قلبه رقة وشفقة ورحمة "لكل ذي قربى".
"ومسلم عفيف"؛ أي: صالح، "متعفف"؛ أي: مانعٌ نفسَه عما لا يحلُّ ولا يليق.
"ذو عِيال" ولا يحمله حبُّ العيال على تحصيل المال الحرام.
ويحتمل أن يكون أشار بالعفيف إلى ما في نفسه من القوة المانعة عن الفواحش، وبالمتعفّف إلى إبراز ذلك بالفعل وإظهار العفة عن نفسه.
"وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زَبْرَ له"؛ أي: لا تماسُك له عند مجيء الشهوات، فلا يرتدع عن فاحشةٍ ولا يتورَّع عن حرام، و (الذي) بمعنى الذين ولذا أُبدل منه.
"الذين هم فيكم تبع" قيل: هم أهل البطالات لا همم لهم في عمل الآخرة.