أبلغتُكَ، لا أُلفِينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ على رقبَتِهِ رِقاعٌ تَخفِقُ فيقول: يا رسولَ الله أغِثني! فأقولُ: لا أملِكُ لكَ شيئًا قد أبلغتُكَ، لا أُلفينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ على رقبتِهِ صامِتٌ فيقولُ: يا رسولَ الله أغثني! فأقولُ: لا أملكُ لكَ شيئًا قد أبلغتُكَ".
"عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال: قام فينا رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - ذات يوم، فذكر الغُلولَ"؛ أي: الخيانة في الغنيمة.
"فعظَّمه، وعظَّم أمره، ثم قال: لا ألُفين"؛ أي: لا أجدنَّ.
"أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رُغاء": وهو صوت البعير.
"يقول: يا رسول الله! أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا"؛ أي: لا أقدر أن أدفع عنك من عذاب الله شيئًا؛ لأني لم أشفع إلا لمن أذن الله.
"قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرسٌ له حَمْحَمةٌ" بفتح الحاءين المهملتين وسكون الميم الأولى وفتح الثانية: صوت الفرس دون الصهيل.
"فيقول: يا رسول الله! أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثُغاء" بضم الثاء: صوت الشاة.
"يقول: يا رسول الله! أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفسٌ لها صياحٌ" أراد بالنفس: الرقيق الذي غلَّه من السبي، أو قتل بغير حق.
"فيقول: يا رسول الله! أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغتك، لا ألفينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رِقاعٌ" بكسر الراء: جمع رقعة، وهي قطعة من الثوب أو القرطاس، ويحتمل أن يراد بها: ما عليه من الحقوق المكتوبة في الرقاع.