وعلى مِلَّةِ رسولِ الله، لا تَقتلُوا شَيْخاً فانِياً، ولا طِفْلاً، ولا صغيراً، ولا امرأةً، ولا تَغُلُّوا، وضُمُّوا غنائِمَكم، وأَصْلِحُوا، وأَحْسِنُوا فإنَّ الله يُحِبُّ المحسنين".
"عن أنس - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال: انطلقوا باسم الله" أي: سيروا متبركين وملابسين ومعتصمين باسمه تعالى.
"وبالله، وعلى ملَّة رسول الله، لا تقتلوا شيخاً فانياً" أي: ضعيفاً من غلبة الكبر.
"ولا طفلاً، ولا صغيراً، ولا امرأة، ولا تَغُلُّوا" أي: لا تسرقوا من الغنيمة شيئاً.
"وضُمُّوا" أي: اجمعوا.
"غنائِمَكُمْ" ولا تأخذوا شيئاً قبل القِسْمَة.
"وأصلحوا" أي: أموركم.
"وأحسنوا": إلى الناس "فإن الله يحبُّ المحسنين".
* * *
٣٠٠٧ - قال عليٌّ - رضي الله عنه -: تقدَّمَ عُتْبَةُ بن ربيعةَ، وتَبعَهُ ابنهُ وأخوهُ، فنادَى: مَن يبارِزُ؟ فانتدبَ له شبابٌ مِن الأنصارِ فقالَ: مَن أنتم؟ فأَخبرُوه، فقال: لا حاجةَ لنا فيكم، إنَّما أردْنَا بني عَمِّنا، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قُمْ يا حمزةُ! قُمْ يا عليُّ! قُمْ يا عُبيدةُ بن الحارثِ! " فأقبلَ حمزةُ إلى عتبةَ، وأقبَلْتُ إلى شيبةَ، واختلفَ بينَ عُبيدةَ والوليدِ ضربتانِ، فأَثْخَنَ كلُّ واحدٍ منهما صاحِبَهُ، ثم مِلْنَا على الوليدِ فَقَتَلْنَاهُ، واحْتَمَلْنَا عُبَيْدة.
"قال علي - رضي الله تعالى عنه -: تقدَّم عُتْبَةُ بن ربيعة" يوم بدر.