"وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يديه كتابان" الواو للحال، وهذا على سبيل التمثيل والتصوير؛ ليكون أقرب إلى التفهيم.
"فقال للذي"؛ أي: لأجل الذي "في يده اليمنى" أو في شأنه، أو المعنى: أشار إليه.
"هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم" بأن كتب فيه: إن فلان بن فلان الذي من قبيلة فلان، أو من القرية الفلانية، أو المعروف بفلان، من أهل الجنة، وكذلك اسم كل واحد على هذه الصفة.
"ثم أجمل على آخرهم": بأن جميع هؤلاء المذكورين في هذا الكتاب من أهل الجنة، من الإجمال خلاف التفصيل، يقال: أجملت الحساب: إذا رددته من التفصيل إلى الجملة في الرفعة.
"فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدًا"؛ لأن حكم الله لا يتغير.
"ثم قال للذي في شماله: هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدًا، ثم قال بيده"؛ أي: أشار بها "فنبذهما"؛ أي: طرح الكتابين وراء ظهره.
"ثم قال: فرغ ربكم من العباد"؛ أي: من أمرهم وشأنهم، يعني: قدَّر أمرهم فجعلهم فريقين.
"فريق في الجنة، وفريق في السعير": فلا يتغير تقديره أبدًا، ولا يُعترض عليه بقوله تعالى:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}[الرعد: ٣٩]؛ لأن ذلك عينُ ما قدِّر