"وفي رواية: يمين الرحمن ملأى سحاء" خص اليمين؛ لأنها مظنة العطاء، وأشار إلى أنها المعطية عن ظهر غنًى؛ لأن الماء إذا انصب من فوق انصب بسهولة، وإلى جزالة عطاياه؛ لأن السح يستعمل فيما بلغ وارتفع عن القطر حد السيلان، وإلى أنه لا مانع لعطائه؛ لأن الماء إذا أخذ في الانصباب لم يستطع أحد أن يرده.
* * *
٧٢ - وعن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: سُئِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عنْ ذَرَارِي المشركينَ فقال:"الله أعلمُ بما كانوا عامِلين".
"وعنه أنه قال: سئل رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - عن ذراري المشركين": جمع ذرية؛ أي: سئل عن حكم أطفالهم أنهم من أهل الجنة أو من أهل النار.
"فقال - عليه الصلاة والسلام -: الله أعلم بما كانوا عاملين" من الكفر والإيمان، يعني: من علم الله أنه إن عاش وبلغ يصدر منه الكفر يدخله النار، ومن علم الله أنه لو عاش وبلغ يصدر منه الإيمان يدخله الجنة، فلم يقطع - عليه الصلاة والسلام - بكونهم من أهل الجنة، ولا بكونهم من أهل النار، بل أمرهم بالاعتقاد الذي عليه أكثر أهل السنة من التوقف في أمرهم.
* * *
مِنَ الحِسَان:
٧٣ - عن عُبادة بن الصَّامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أوَّلَ ما خلَقَ الله تعالى القلَمُ، فقال له: اكتُبْ، فقال: ما أكتبُ؟ قال: القَدَر، ما كانَ