يا موسى! أتلومني على أمر قدره الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة".
* * *
٦١ - وقال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "إنَّ خَلْقَ أَحَدِكم يُجمعُ في بطنِ أُمِّهِ أربعينَ يوماً نطفة، ثمَّ يكونُ علَقة مثلَ ذلك، ثمَّ يكونُ مُضْغة مثْلَ ذلك، ثمَّ يَبعثُ الله إليهِ ملَكاً بأربعِ كلمات، فيكتُبُ عملَهُ، وأجلَهُ، ورزْقَهُ، وشَقي أو سعيد، ثم يُنفخُ فيهِ الروحُ، وإنَّ الرجلُ ليعملُ بعملِ أهلِ النَّارِ حتَّى ما يكونُ بينهُ وبينها إلَّا ذراع، فيسبقُ عليه الكتابُ، فيعمَلُ بعملِ أهلِ الجنَّة، فيدخل الجنة، وإن الرجلَ ليعمَلُ بعمَلِ أهلِ الجنَّةِ حتَّى ما يكونُ بينهُ وبينها إلَّا ذراع، فيسبقُ عليه الكتابُ، فيعملُ بعملِ أهل النَّارِ، فيدخُلُ النَّارَ" رواه ابن مَسْعود - رضي الله عنه -.
"وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله صَلَّى الله تعالى عليه وسلم: إن خلق أحدكم"؛ أي: مادة خلقه.
"يجمع" - مجهولاً -؛ أي: يُحرز ويقرَّر.
"في بطن أمه"؛ أي: في رحمها.
"أربعين يومًا نطفة" قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: إن النطفة إذا وقعت في الرحم فأراد الله أن يخلق منها بشراً طارت في بشرة المرأة تحت كل ظفر وشعر، ثم تمكث أربعين ليلة ثم تنزل دمًا في الرحم، فذلك جمعُها.
"ثم تكون علقة" وهي قطعة دم غليظٍ جامد.
"مثل ذلك"؛ أي: أربعين يومًا.
"ثم تكون مضغة" وهي قطعةُ لحم قَدْرَ ما يُمضغ.
"مثل ذلك"؛ أي: أربعين يومًا، ويظهر التصوير في هذه لأربعين.
"ثم يبعث الله إليه ملكًا بأربع كلمات"؛ أي: بكتابة أربع قضايا مقدرة،