والفاء في "فكم ممن لا كافيَ له": لتعليل الحمد؛ أي: كم مِن خلقِ الله لا يَكفيهم الله شرَّ الأشرار، بل تركُهم حتى غلبَ عليهم أعداؤُهم.
"ولا مُؤْوِيَ له"؛ أي: كم منهم لم يجعل لهم مَسْكَنًا، بل تركَهم يتأذون في الصحراء بالبَرْد والحَر.
* * *
١٧١٠ - وعن عليٍّ - رضي الله عنه -: أن فاطِمَةَ أتَتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَشْكُو إليهِ ما تَلْقَى في يَدِها مِن الرَّحا، وبَلَغها أنه جاءَهُ رَقيقٌ، فلَمْ تُصادِفْه، فذكرَتْ ذلكَ لعائشةَ رضي الله عنها، فلمَّا جاءَ أخبرَتْه عائشةُ، قال: فجاءَنا وقد أَخَذْنا مَضاجِعَنا، فذهَبنا نقُومُ، فقالَ: "على مَكانِكُما"، فجاءَ فقَعدَ بَيْني وبينَها، حتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِه على بَطْني، فقال: "ألا أدُلُّكُما على خَيرٍ مما سأَلتُما؟ إذا أخذْتُما مَضْجَعَكُما فسَبحا ثلاثًا وثلاثينَ، واحمَدا ثلاثًا وثلاثينَ، وكبرا أربعًا وثلاثينَ، فهو خيرٌ لكُما مِن خادِمٍ".
"وعن عليٍّ - رضي الله عنه - أن فاطمةَ أتتِ النبيَّ - عليه الصلاة والسلام - تشكو إليه ما تَلْقَى في يدها، من المشقة.