فاجتمعَا عنده"؛ أي: أُحيَيا بعد الموت كما يُحْيىَ سائرُ الأموات في القبور لجواب المنكر والنكير.
"فقال للمذنب: ادخل الجَنَّة برحمتي"، أنا عند ظن عبدي بي، فإذا ظننتَني غفورًا رحيمًا فقد غفرت لك ورحمتك.
"وقال للآخر: أتستطيع أن تحظُرَ"؛ أي: تمنعَ وتُحرِّم "على عبدي رحمتي، فقال: لا يا رب! فقال: اذهبوا به إلى النار"، إدخاله النار كان مجازاةً له على قَسَمِه بأن الله لا يغفر للمذنب ذنبَه؛ لأنه جعل الناسَ آيسين من رحمة الله، وحَكَمَ بأن الله غير غفور.
* * *
١٦٨٦ - عن أَسْماءَ بنتِ يَزيْدَ قالَتْ: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:{قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}، وَلا يُبالي"، غريب.
"وعن أسماءَ بنت يزيدَ - رضي الله عنها - أنها قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يقول الله تعالى: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا} "؛ أي: لا تقولوا: نحن منقطعون محرومون {مِنْ رَحْمَةِ اللَّه}؛ بكثرة ذنوبنا، بل ينبغي أن تكونوا في الرجاء.
" {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}، ولا يبالي" بغفرانها جميعًا؛ لأنه غفورٌ رحيم.