ونرى من هذَيْن السِّفرين كيف وثّق التُّجيبيُّ كتابَ شيخِه وأغناه بالتعليقات والاستدراكات والإلحاقات ممّا سنناقشه عند الحديث على "الذّيل والتكملة".
وممّن أخَذَ عن ابن عبد الملك: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يعيشَ، قاطنُ مدينة سلا، حيث كان له حانوتٌ بها للتجارة، لقيه ابنُ الحاجّ النُّمَيْريُّ (ت ٧٤٥ هـ) في المدينة المذكورة سنة ٧٤٥ هـ, وذكر شيوخَه ومقروءاتِه، قال:"ولقي قاضيَ الجماعة أَبا عبد الله بن عبد الملك وسَمع عليه "فِهرِستَ ابن القَطّان" بحقّ حَمْلِه لها عن أبي عبد الله الشريف قاضي الجماعة، وعن أبي عليّ الكفيف، وأجاز له ابن عبد الملك في ... "(١)، ولم ينصَّ على مكان اللقاء، ونَعرِفُ ممّا سبَق أنّ ابن عبد الملك زار سَلا وكان له فيها أحباب، وكان يَعرِفها وأهلَها معرفةً جيدة، ويبدو من أسماء شيوخ ابن يَعِيش أنه قد يكونُ درَس في مَرّاكُش وفاسَ، وكانت له صلةٌ بطلبة سَبْتة، ولم نقفْ على ترجمته في مكان آخر.
ويحدّثنا ابنُ الحاجّ النُّمَيْريُّ أَيضًا عن تلميذِ آخَر من تلاميذ ابن عبد الملك هو "الشّيخُ الفقيهُ الجليلُ الأستاذ المقرئ أبو الحَسَنُ عليّ بن موسى بن إسماعيلَ المِطْماطيُّ " درَس على جماعة من الأعلام جمَعَهم في برنامَج مشيختِه، وكان يقرئُ القرآنَ والعربيّة والتفسيرَ بالمدرسة التي بناها أبو عنان بداخل سَلا, وله شعر في مدحِه، وتآليفُ منها:"شَرْح "الجُمَل" في ثلاثة أسفار وسماه: "غايةَ الأمل في شرح الجُمَل"، وبرنامَجُ مشيختِه الذي ضمَّنه ابن الحاجّ في مذكّراته، وقد ذكر أبو الحَسَنُ في هذا البرنامج شيخَه ابن عبد الملك ودوّن تاريخَ ولادته، وأورد ما نظَمَه في ترجيز هذا التاريخ ليَسهُل حفظُه، وقد سُقنا هذا الترجيزَ فيما سبَق، كما قيَّد تاريخَ وفاته ومكانَها ممّا سنَذكرُه فيما بعد، وذكَرَ المطماطيُّ في برنامَجه المذكور أنه قرأ على شيخِه ابن عبد الملك بعضَ كتاب "الموطّإ" وأجاز له سائرَه، وسَرَد من أسانيد ابن عبد الملك في روايتها السّندَ التالي: قال: "قرأت