للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعهَدُك العليُّ تعهَّدتْه ... بهامعِها عهودُ عِهادِ عَيْنِ

أعادَ على العلا عَصْرَيْ سعودٍ ... برَيْعانِ المعارفِ مُمرَعَيْنِ

عُنِيتَ بمنزِعَيْ عملٍ وعلمٍ ... عنايةَ مولَعٍ بالمَنْزِعَيْنِ

تساعدُك المَعَانةَ باعتمادٍ ... على طبعٍ وصُنعٍ طيِّعَيْنِ

وتُعطيك المعاني والمعالي ... عِنانَيْ طائعينِ متابِعَيْنِ

فتخترعُ البدائعَ بارعاتٍ ... لمبدعَي البديع الأبرَعَيْنِ

وتَعتامُ العجائبَ مُطلِعاتٍ ... سواطَعها على سَمْعٍ وعَيْنِ

وتعتمدُ العقولَ بمُعجِزاتٍ ... أشعّتُها تَروعُ السَّاطِعَينِ

[١٠٣ و] أطاعَك بارعًا شعرٌ وسَجْعٌ ... لطَوْعِك سارَعَا متبرِّعَيْنِ

أمُطلِعَها عليَّ رقاعَ علمٍ ... تطالعُ بالعيونِ عِيَانَ عَيْنِ

ومُسمِعَها براعةَ مستعدٍّ ... بأبرعَ مُستعادِ المِسْمَعَيْنِ

ومودعَها بضاعةَ ألمعيٍّ ... قريعِ عزازةٍ قعساءَ عَيْنِ

مُعَنْونة على عِكْمَيْ بديع ... بأعلاقِ المعارفِ مُتْرَعَيْنِ

ومعتمَدي بعارفةِ اعتناءٍ ... عرَفتُ لعَرفِها عِرفانَ عَيْنِ

كرَعْتُ بِعِدِّها فنَعُمتُ عيشًا ... كعطشانٍ تَطَعّمَ عَذْبَ عَيْنِ

أَعِرْ سمعًا لعُذرِ العجزِ عنها ... فتصنعَ باعتبارٍ مَصنَعَيْنِ (١)

وللأعذارِ منفعةٌ وعُذْرٌ ... تُعُرِّفَ، عاقَ عَمْرًا عن رُعَيْنِ (٢)


(١) المصنع: الشيء المستملح.
(٢) لعله يشير إلى قصة عمرو بن أسعد أحد التبابعة، وخاله ذي رعين، وكان عمرو قتل أخاه حسانًا ونهاه ذو رعين عن ذلك، ثم ندم على قتل أخيه وأصابه أرق فقيل له: لا يزول عنك إلا إذا قتلت كل من أشار عليك بقتل أخيك، فجمعهم وفيهم ذو رعين، فذكَّره ذو رعين ما كان من نهيه له عن قتل أخيه، وبذلك نجا من القتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>