وذلك أنه لما حدث اختلاط بين العرب والعجم وظهر اللحن فى الكلام أخبر أبو الأسود الدؤلى ﵀ أمير المؤمنين عليًا ﵁ فوضع أمير المؤمنين علىٌّ بعض القواعد والأبواب، مثل: باب كان وأخواتها، التعجب وغير ذلك، ثم قال لأبى الأسود: انح هذا النحو أى أكمل القواعد على هذا الشكل، لذلك سُمى علم النحو بذلك من كلمة علىّ ﵁ انح هذا النحو.
فمن قال: أول من وضعه هو علىّ ﵁ باعتبار ابتدائه لبعض القواعد، ومن قال: أبو الأسود الدؤلى بالنظر لإتمام عامة القواعد.
سابعًا: الاسم:
اسمه علم النحو.
ثامنًا: الاستمداد:
الصحيح أن علم النحو يستمد من الكتاب والسنة وكلام العرب شعرًا ونثرًا.
واشتُرط فى الاستمداد الكتاب والسنة مع كلام العرب، لأنه قد يوجد فى قواعد اللغة ما يخالف الكتاب والسنة، نقول بل يحكم بالكتاب والسنة.
مثال: القاعدة فى الضمائر (الضمير الواقع فى محل جر بحرف الجر لا يصح العطف عليه إلا بتكرار حرف الجر). مثال:(مررتُ بكَ وبمحمد)
فلا يصح أن أقول (مررتُ بكَ ومحمدٍ) بل أقول: مررت بك وبمحمد، (ذهبتُ إليك وإلى محمد، مررتُ عليك وعلى محمد)، فإذا ورد خلاف ذلك فى كتاب الله فالحكم لكتاب الله على اللغة، لا للُّغة على كتاب الله.