تعالى بهذا دون غيري؟ بل يقول: لله في ذلك حكم عظيمة، والله -عَزَّ وَجَلَّ- يبتلي المؤمن بالمصائب، فإذا صبر نال بذلك درجة الصابرين، وإذا احتسب الأجر بهذا الصبر نال بذلك ثواب الصابرين، والصبر مرتبة عالية يُوفّى فيها العامل أجره بلا حساب، ولا يمكن صبر بلا مصبور عليه، بل لابد من ابتلاء وامتحان يعلم به قدر صبر الإنسان حتى يثاب على قدر ما حصل منه من الصبر.
٣ - ومن فوائدها: فضيلة إبراهيم وإسماعيل -عليهما الصلاة والسلام-، وقد سبق، لكن من هذه الآية يتبين فضيلتهما بأنهما صبرا على هذا الابتلاء، صبرا صبر الكرام، وأسلما ولم يبق إلا التنفيذ حتى جاء الفرج من الله سبحانه وتعالى.
* ومن فوائد قوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (١٠٧)}:
١ - بيان أن رفع الذبح عن الابن جعل له مقابلًا لتكميل التنفيذ والامتثال، وذلك بأن أمر إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بأن يذبح فداء عن ابنه، ويكون هذا الذبح أي المذبوح عظيمًا، فلهذا قال: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (١٠٧)} يعني أمرناه أن يذبح ذبحًا عظيمًا فداء له.
٢ - ومن فوائدها -على ما استنبطه بعض العلماء-: أن الإنسان إذا نذر ذبح ابنه وجب عليه أن يذبح فدية عنه كبشًا، قال: لأن هذا هو الذي أمر الله به إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ليكون فداء عن ابنه، ومعلوم أن الإنسان إذا نذر أن يذبح ابنه فإنه لا يحل له أن يوفي به؛ لأنه نذر معصية، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من نذر أن